العِشرون|ذَعن وتمرُد

1K 122 85
                                    

لقَد كانَت الشائِعات تَدور على ألسِنَة الجَميعِ طِوال الأيامِ الماضِية. شائِعات لم يعلَم أحدٌ مِن اين بدأت بالتَحديدِ.

فبَين ليلَة وضُحاها إنتَشرت شائِعَة العِلاقة الغَرامِية بَين الأميرَة والقائِد..وتناوبَت الأوقايلُ المختلِفة بكُل حينٍ.

لم تَملِك سام الجَراءة لمُواجهةِ تِلك الهَمساتِ الَتي تنقلَت بين الخَدمِ في الأركانِ. فتِلك الشائِعات لَم تكُن صادِقة تمامًا،ولَم تكُن كاذِبة كذَلِك.

نظَرت إلى البابِ المُغلق أمامِها وإبتلَعت لعابَها بربكةٍ،بالكادِ تمكَنت مِن السَيطرة على رباطِ جأشها،وهِى تُلبي دعوة الدُخولِ بتوتُرٍ طفى على مشاعِرها.

"أبـي؟"نبَثت بتلجلُجٍ،كان صوتُها ضعيفًا بالكاد سمَعته،وإن نجَحت في چذبِ إنتباه والِدها الَذي ابتَسم باشراقٍ. "إقتَربِ،سام.."

إبتلَعِت الشَقراء لُعابها بِتَوترٍ،وخَرت على المِقعد الزانِ المُواجِه لمَكتبِ والِدها العَريض. ساد صمتٌ مشحذٌ بذبذبةٍ خفيةٍ،يقرُنها قلقُها مِن رد فعلِ والدِها ورغبَته في رؤيتِها بذلك التوقيت،هى لَم تشعر بالِارتياح نظيرَ ذلِك الإچتماع الغَريب.

زفَر المَلِك بقوةٍ وشبَك قبضتيّه معًا،قاضيًا على الصمتِ أخيرًا. "كَيف هِى صفوفَ المبارزة مَع السيدِ آرتمِيس؟"

"تَسير بشكلٍ جيدٍ."كان كُل ما نبَثت سام به،بمَرارةٍ.
"..كان التَدريب مَع لِوي أكثَر مُتعة،ولَكِن.."

"لقَد تحدَثنا في هَذا مسبقًا،سام."تنهَد المَلِك بعُمقٍ،وهو يَرى وجهِ طفلتِه المُفضلة يَتقوس باستياءٍ. "كَما أن السَيد آرتمِيس هُو مَن علَّم لِوي القِتالَ في الماضِي؛سَوف يجعلكِ ماهِرة بقَدرِه،عَزيزتي."

أومأت سـام بفَهمٍ،ومَكثت بنَظرتِها المُحبطة تَتذكر كَيف تحولَت الآمور خِلال أيامٍ قليلةٍ. تذكُر حينَما طلَب مِنها أباها أن تُباشِر القتال مَع أدرِيان تَحت إشرافِ السَيد آرتميس المُبارِز المَلكِي.

والِدها لَم يُصرِح بِهذا مُباشرةً،ولَكِنها أدرَكت بأنَه فعل هَذا كَي يُبعِدها عَن لِوي بَعد أن تصاعدَت تِلك الشائِعات عنهُما.

فـإن لَم تَلتزِم العائِلة المَلكِية بالقَوانينِ أولًا..فلَن يلتزِم بها أحدٌ أبدًا. هكَذا قال.

المُحاورة التالِية بَينهما لَم تكُن واضِحة للّغايةِ لَها أمامَ غوغاءِ صدرِها الهَمجِي وهو يُچذِر بداخِلها ثقلًا هامدًا لَم تفقَه ابدًا كيف تُزيحه عن كاهلِها.

بخُطواتٍ مُتلاحقةٍ علَّت درجاتَ السلمِ الحَچرِية،مُستمِعة إلى طَنينِ قلبِها وهُو يَدوِي بخَواءٍ بين أضلُعِها الساچِنَة لمَشاعرٍ لَم تكُن مَرغوبة مسبقًا،تُطالَب بالخُروجِ الآن.

حُـب تنكُـرِي.Where stories live. Discover now