العاشِر|الأميرُ كاسبِيان

1.3K 155 91
                                    

تعارَكت فُقعاتُ النَبيذِ الحَمراءِ داخِل القَدحِ المُذهب رَيثما تصطَك مُكعباتُ الثَلجِ بهَميسٍ تعارَض مَع الرِياح الدائِرة بَين جُدرانِ الغُرفة.

مدَّت بولين-الخادِمَة-الأقداحَ نحو أدرِيان المُتبسِم والضَيف المُبهم الَذي شكرَها بخُفوتٍ،قَبل أن تجُر العرَبة المُتحرِكة خارِجًا سامِحَة للهُدوءِ أن يسبَح بفضاءِ المَكانِ.

مضَت ثانِية،إثنَتين..والثالِثة.

حَتى تحرَك أدرِيان بموقِعه بعَدم إرتياحٍ ناظرًا إلى بِلاك الَذي وَقف على يمينِه بتملمُلٍ. "أينَ السيد آثوس؟ وأُمي؟"

دَنى لَه بِلاك دون أن يُزِل بصَره الشَزِر عن خادِم الضَيف الصامِت،وهمَس. "المَلِكة خرَجت منذُ الصَباحِ،والمُستشار ذَهب لمُقاطَعةِ آبلِڤيو لآمرٍ طارئٍ مَع الكونتِ فرانسيس."

نفَخ أدرِيان بكَللٍ،وهو يُعاوِد النَظر للأمامِ مُحتسِيًا قدحَ نبيذِه بهُدوءٍ قامِعًا عدم رغبتِه في مُجالسةِ ذَلِك الضَيفِ.

للمَرةِ الأخيرَة أنزَل الضَيف قدحَه الفارِغ،وتبَسم موليًا تركيزَه نحو أدرِيان بودٍ. "حينَ علِمتُ بوصولكَ مِن لاڤورين،وجَب أن آتي للتَرحيبِ بكَ شخصيًا،أيها الأمير."

إبتَسم أدرِيان بسمَته المُزيفة،وتحرَك بلُطفٍ.
"ما كان يَجِب أن تُبحِر مِن أخَريتيا إلى هُنا لهذا الغَرض،كاسبِيان. الآمر لَم يستحِق."

"كَيف تَقول شيئًا كهَذا،أدرِيان؟ أنتَ صديقِي العَزيز..بالطَبعِ سآتِي وأرى ما فعلَته الغُربة بكَ،مِن الجَيدِ العودةِ إلى الدِيار،صَحيح؟"

"مؤكَد."كان كُل ما قالَه أدرِيان،ليعُم الصَمت المَكان مِن بَعد. هو لَم يُحِب يومًا ذَلِك الأمير المُتغطرِس الَذي يتظاهَر بودٍ مصطنَعٍ يمقُته،هو لَم يُحِب يومًا أيامَ ضيافتِه بالقَصرِ،كان ثقيل الظِل.

طُرِق بابَ الغُرفةِ،ليلتفِتا على صَوتِ خُطواتٍ تَلِج مَع إلتقاطِهما لشَعرِ سام الأشقَر وملابِسَها المُتربة بوجهٍ توَرد بحياءٍ نادرٍ وعرقٍ باردٍ.

إستقامَ كاسبِيان مِن موضِعه رَيثما إنحنَى خادِمه مَع بِلاك لَها بوَقارٍ. توتَرت والأوَل يُمسِك بيدِها ويُقبِلَها بنُبلٍ أخجَلها،رَيثما تلتمِع ابتسامَته الچذابة لحواسِها.

"مِن الرائِع إستقبالكَ مِن جَديد،أيها الأمير."رحَبت ببَشاشةٍ،ليومِأ كاسبِيان بتهذُبٍ دون أن يترُك يدَها مِن ضمتِه القَوِية. "شكرًا لَكِ،سمّوكِ..مِن الجَميلِ رؤيتَكِ أيضًا."

لوهلَةٍ ضاعَت بقُزحتيّه الداكِنَتين كحَبةِ قَهوةٍ ناضِجَة،قَبل ان تَنتشِل نَفسها جاذِبَة قبضتَها ببُطيءٍ رَغم عدم رغبتِها. "حسنًا،أنا..سأذهَب لتَبديلِ ملابِسي،عَن إذنَك."

حُـب تنكُـرِي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن