الثالِث والعِشرون|عِيد القِديسين

1.2K 118 94
                                    

أُنيرت وِجهَة القَصرِ العَريق بقَناديلٍ عاليةٍ أسعَفت الدَرب إلى البوابةِ المَفتوحةِ كاشِفَة عن الضِياء الذَهبِي الَذي إنعكَس بالرُدهةِ العملاقةِ بنُقوشِها العَتيقة وزَخرفتِها العَميقة مُدثِرة المَكان بلَمحةٍ رفيعةٍ ساحرةٍ.

رَفعت مارِيا وَصيفة الأميرَةِ الصَهباءِ القِناع المُتبايّن بَين الأبيَض والبُرتقالِي بنَقشةِ الثَعلبِ الَتي رُسِمت بدقةٍ،وناولَته للأميرةِ الَتي إلتقَطته مُكمِلة بِه ثوبَها المِثالِي الَذي أبرَز مفاتِنَها برَقةٍ أعجَبتها.

"الطَوق،مارِيا."أشارَت چينچِر بلُطفٍ لتنطلِق الوَصيفة بإحضارِ الطَوق الذَهبِي المَلكِي حيثُ يتمَوضع بَين التَجعيداتِ الحَمراءِ المُنسدِلة وتَبتسِم چينچِر بسُرورٍ.

"تَبدين رائِعة."آثنَت مارِيا بوَدٍ جَعل بسمَة الأميرةِ تتوسَع تزامنًا بطَرقِ البابِ اللَطيفِ الَذي جَعل الخادِمة تهرَع لإجابتِه.

على الجهةِ الأُخرى كان يَقف هارِي بثيابِه المُلطخة بآثارِ لوحاتِه وفَنِه الوَديع يُمسِك بإحداهُن بين ذراعيّه وبسمةٌ متلهفةٍ تشُق وجهَه البَشوش بوسعٍ. "هل أستَطيع رؤيةَ الأميرةَ چينچِر؟"

"أعتَذِر،إنَها تتجَهز للحَفلِ الآن."
أُحبط وَجه هارِي لثانيةٍ،بَينما ينبَعِث صوتُ الأميرةِ متسائِلًا عَن هويةِ الطارِق،فلَم تلبَث أن علَمت حَتى أسرَعت صوب البابِ بوَجهٍ مُشرٍق بحُمرةٍ زاهيةٍ. "أهلًا هارِي!"

"أنا آسِف،سمّوكِ. فكرتُ وحَسب بإعطاءكِ شيئًا ما قَبل بِداية الحَفلِ."فسَر بهدوءٍ،منتزِعًا عَينيه عَن مُراقبةِ طلَّتها الخَلابة الَتي أغرَقته بتَيارٍ شديدٍ چَرفه بهَوىٍ.

"لا بأس،أدخُل."
لَبى هارِي الآمرَ بسَكينةٍ،رَيثما طاوَعت مارِيا إشارَة چينچِر الصامِتة بالخُروچِ،كَي تنغلِق الأبوابَ علَيها وحَسب مَع ذَلِك الرَسام الچَذاب الَذي نجَح في چَحزِ إهتمامَها طِوال المُدةِ السابِقة.

"لقد أنهيتُ اللَوحة،وخِلتُ أنكِ قَد تودّين رؤيتَها حالًا."
إبتَسم هارِي بخَفةٍ على آثرِ الِايماءَة المُتحمِسة مِنها..ليَقلِب اللَوحة عَن ظهرِها ببُطيءٍ كاشِفًا عَن معالِمها الدَقيقة بآلوانِها البَديعة الَتي خدَّرت إعجابَ چينچِر للحظاتٍ.

هِى سَمعت ذات مَرة..أن الرَسام لا يرسِم ما يَراه،بَل يرسِم ما يظُنه. وهِى لَم تُفكِر ابدًا أن ذَلِك الرَسام الشاب يظُنها بذَلِك الچَمالِ والوَداعةِ.

"إنَها مِثالية،هارِي! لَم أتصَور أبدًا أن يرسُمنِي أحَد بِهَذا الشَكل المُبهِر،أو أن يُظهِرني بذَلِك الجَمال!"عبَّرت بصدقٍ ووجهَها يزدَاد توردًا عن سابِقه مُلتمِسة إنتفاضَ قلبِها المولَع أمام بسمتِه الصافِية.

كَم كان طاهِرًا.

"أنا فَقط أرسُم الحَقيقة،سمّو الأميرةِ. ما باللَوحةِ لَيس إلا چُزءٍ ضئيلٍ مِما تَراه عَيناي كُلما وَقعتا علَيكِ."

حُـب تنكُـرِي.Where stories live. Discover now