السابِع والعِشرون|مِلح وسُكر

980 114 57
                                    

الحُب. تِلك الخَطيئة المَوجودة بِكُل عصرٍ ومَكانٍ.
ذَلِك الطَير الَذي يُحلِق ناسِجًا خُيوطه الناعِمة بكُل قلبٍ إشتَهى مَذاق مشاعِره المُقدسة..رَغم كُل القُيودٍ الرادِعَة.

نظَرت لَيلى إلى كأسِ النَبيذِ الفاخِر وإنعكَست قُزحتيها المُستائتين على كيانِه الشَفاف،بينما يختلِط بخَمرِه قطراتٌ سوداءٌ مِن تِلك الزَجاجة الصَغيرة بيدِها ..سُرعان ما ذابَت باقتضابٍ.

أجبَرت شِفتيها على رَسمِ بَسمةٍ وَديعةٍ،وهِى تَلتفِت لمُقابلةِ ذَلِك الوَجه المُنبسِط بطَهارةٍ دنَستها هِى بكُل لحظةِ خداعٍ إستَلغت فيها حبًا صادِقًا كنَّه لها ذَلِك العَطار.

والآن كان علَيها قَتل ذَلِك الحُبِ.

زحَفت خطواتُها بمَرارةٍ حَتى سَقطت على ساقيّه المُستقيمَتين فَوق ذلِك الفِراش الدافِئ بإحدى الغُرفِ الخاصَة بِبَيت باجشَوت،مكانَهما المُعتاد..لحظاتَهما المُعتادة.

أن تَكون إبنَة قوادَة ومُديرة أكبَر بيتِ هوَىٍ في المَملكةِ،جعَل فِكرة البَراءة غِير مُتواجِدة بخُلدِها اليافِع. فلا بأس بِاستغلال أي شَيءٍ للحُصولِ على ما تُريده.

فهَكذا كانَت والِدتُها،فتاة هَوىٍ أعجَبت المُستشار المَلكِي،مُجرد لَيلةِ غَرامٍ بَسيطةٍ لتَكون مِن طاقِم الخَدمِ المَلكِي. مُجرد لَيلة عابِرة أنتَجت خطأ غِير مَقصود..هِى.

المُستشار آثوس لَم يعترِف بها يومًا،رُبما لإنها كانَت أُنثى وهو شَعر بالخَزِي منها. أحيانًا تُفكِر بأنَها إن كانَت ذكرًا..لكان الوَضع مختلِفًا تمامًا.

"تَبدين فاتِنَة.."همَّس كورَين،مُلقِيًا بشِفَتيه لتُطلِى خاصتيّها بقُبلةٍ صَغيرةٍ؛أرَقتها. ابتَسمت بإنطفاءٍ،شاعِرَة بِه يَلتقِط كأسَ الخمرِ المَسموم لينقَبِض قلبُها بأنينٍ.

هو كانَ الوحيد الَذي أحبَّها. كانَ الوحيد الَذي اشعَرها بالكَثيرِ من المشاعِر الَتي لَم تعرِف بوجودِها. لقَد اعطاها الحَياة..وهِى كانَت ستسلُبها مِنه.

عَبست أنامِلُه بشَريطِ ثوبِها بنُعومةٍ،قَبل أن ينزَعه ببطيءٍ. "لِأُشعركِ بحُبِي،لَيلى.."كَم تزلزَلت بكلماتِه المُغرمة،كَم كرَهت نفسَها وما هِى علَيه. كَم سخَطت على والديّها وأنانِيتهُما.

هُما لَم يُفكِر فيها قَط.

راقَبته بعُيونٍ تدمَع يرفَع الكأسَ إلى شِفَتيه بظمأٍ،وقلبُها يختلِج بعُنفٍ في أُذنيّها صارِخًا دامِيًا بإنكسارٍ لَم تعلَم إلى اي مَدى يؤلِم. هِى لا تَستطيع فِعل هَذا.

سَارعت بإلتقاطِ الكأس قَبل بِلوغ فَمه؛وإبتَسمت بتكلُفٍ أمام تساؤلاتِه بَينما تَضعه جانِبًا،مُحاوِطة وجهَه بكِلتا يديها. "ما رأيُك ألّا تترُكنِي لوَقتٍ أطوَلٍ؟"

حُـب تنكُـرِي.Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt