الثانِي عَشر|مَـلاذ

1.1K 135 87
                                    

هُبوب الرِياح كانَ منعِشًا لأجسادِهما المُنبطِحَة أمامَ صفحةِ النَهرِ المُتمايِل يَستمِعا إلى سيمفونِيةٍ زَكيةٍ لبُلبلٍ مُحلقٍ بوداعةٍ في الفَضاءِ البَعيد.

ضوءُ القمرِ النِصفَي أطَل عليهُما بنُعومةٍ مسَدت على دقائِقهما المَعدودَة الَتي إستكانَت بإرتياحٍ بَين زِحام اليَومِ ورتابتِه المُتعِبة..فالآن لم يكُن إلَا الهُدوءِ وحَسب.

"ما أحوالَ فتاتِكَ المَزعومةِ إذَن؟ هل صارحتَها؟"
إجتازَت شرودَه بصَوتٍ هادئٍ بَينما تتحَرك خَضراوتاها للچانبِ رامِقة وجهَه يتقلَص بلُطفٍ.

"لَا،لَيس بَعد.."

"لا يُصدق،لِوي. لِماذا لَم تفعَل؟"تهَكمت الشَقراء بنَظرةٍ مُعاتبةٍ؛ليَبتسِم هو بسمةً ساخِرةً..لم تُخفِ إمتعاضَه. "هِى لا ترانِي حَتى،أميرَتِي..لِماذا قَد أجعَل مِن نَفسِي أحمقًا وهِى لا تُفكِر بي؟ سَيكون هذا مُحرِچًا."

تنهَدت سام بِكَللٍ،مُميلَة رأسَها كَي يسقُط فوق كِتفِه براحةٍ،شاعِرَة بتصلُبِه اللَحظِي. "توقَف عن التَقليلِ من شأنِكَ. أي إمرأةٍ لا ترَ كم أنتَ رائِع هِى إمرأة غَبِية."

"أتَمنى أن تعتقِد هِى أيضًا ذَلِك.."ابتَسم بشَجنٍ،مُستمتِعًا بملمَسِ خُصلاتِها المُرفرِفة على وجهِه بنُعومةٍ أوقَدت قُشعريرة هائِمة ببدنِه.

لا يهُم كَم تستمِر في حَثِه على المُصارحةِ بمشاعِره.
لا يهُم كَم يتوقَ لفعلِ هَذا ورؤيةِ ذات النَظرة بعينيها.
كان يعلَم بأن هَذا ليس إلا حُلمٍ سينتهِي بصَدمةٍ عنيفةٍ من الواقِع المَرير.

"هِاي،أحضرتُ لكِ شيئًا ما.."نطَق فجأةً،لتَرتفِع رأسُها وتَلتقِي عيناها بِه بحَيرةٍ،ريثما يدُس هو قبضَتِه بجَيبِ بنطالِه مُبتسِمًا ببشاشةٍ."خِلتُ أنكِ ستُحِبين هَذا."

أعقَب قولَه بإظهارِ كيسًا مِن مُكعباتِ السَكاكِر المُلونة الَتي چعلَت البَهچة تفرِي جفنيّ الشَقراءِ بينما تَلتقِط الكِيس مِنه بلَهفةٍ،وترمُقه بذهولٍ. "رَباه،لِوي..هل تتَجول عادةً وبِجَيبكَ أكياسَ حَلوِى؟"

"في الحَقيقةِ لقَد كنتُ سأعتَذِر لَكِ به عَن إسلوبِي مبكِرًا. فأنا أعلَم أنَها حَلواكِ المُفضلَة."

لم يستطِع أن يُكافِح حُمرة وجهِه وهِى تُطوِق بسمتَه اللَطيفة الَتي كلَلت حرَجه بينَما يُشيح ببصرِه بعيدًا عنَ عينيها اللَتين تحرَكتا صوبَه بصَمتٍ،قَبل أن تصدَح ضحكتُها عالِيًا مُثيرة دَهشته.

"لِوي،إنكَ لطيفًا لِلّغاية! عجبًا..مَن يُصدِق أن قائِد الجَيش الصارِم يَكون بِهَذا اللُطفِ؟"

طرَبت مسامِعُه لضحكتِها الناعِمَة،شَعت ابتسامةٌ جانِبَيةٍ على وجهِه وهو يُدثِر إحراجَه ريثما تسطَو زَرقاوتاه علَى خَضراوتيّها بوداعةٍ خاطفَةٍ.

حُـب تنكُـرِي.Where stories live. Discover now