الثانِي والعِشرون|على جِناح الخَطيئةِ

1.1K 121 51
                                    

الشُروق،كم كان تُحفة فنية لا تُعوض. كانت مُراقبة الشمسَ وهِى تُبحِر خارِج رَحم السماءِ بنعومةٍ وإبداعٍ مشهدًا غراميًا يُتيم القلوب ويخطِف الأنفاسَ المُنبهِرة.

دندَنت لَيلى بِاشراقٍ وهِى تسكُب الماءَ بتَروٍ بآنِية الورودِ المُزهِرة ببُستانِ القَصرِ المُعبق برَحيقِ البِنَفسِج المُتنفِس بطيبٍ داعَب آنفَها المُستمتِع.

مَضى بِلاك بطَريقِه الثابِت مِن بابِ الخَدمِ الخَلفِي منعطِفًا نَحو الخادِمَة الَتي تمايلَت على غِناء طُيورِ الصَباحِ الباكِر بإسلوبٍ آثار غِله المَكلول كثيرًا.

"مرحبًا،ليلَى."إنبَثقت حروفُه بصَوتٍ باردٍ؛عكَر مِزاچ الخادِمَة المُنشرِحَة الوَچه بينما تَلتفِت لَه ببَسمةٍ واسعةٍ واضِعة يدَها على خصرِها بلُطفٍ. "صباحُ الخيرِ،بلاك. هل حظيتَ بلَيلةٍ جيدةٍ؟"

إزدَرئت مَلامِح الحارِس لبُرهةٍ،قَبل أن يَعقِد اصابِعَه بوجومٍ ماثَل نظراتَه المُقتضِبة. "توقَفِ عن التصرُفِ بلُطفٍ. كِلانا يعلَم بأنَه لا يَليق بكِ."

تفاجَئت لَيلى لدَقيقةٍ باسلوبِه الحادِ،قَبل أن تذُب بسمتَها وترفَع حاجِبَها باستنكارٍ. "هل آتيت إلى هُنا كَي تُهينَني،بِلاك؟"

"لَا. لقَد آتيتُ إلى هُنا لأُخبركِ بأن توقفِ أيًا كان ما تُخططِ لَه."

لَم يُحِب بِلاك يومًا التلاعُب أو التَحويرِ،لقَد كان لَه هدفًا وَحيدًا ومباشِرًا بمَجيئِه إلى تِلك الخادِمة الماكِرة،وما كان ليؤخِر ثانِية واحِدة عَن تحقيقِه.

شبَح بسمةٍ ساخرَةٍ سبَح بِشفاه لَيلى لوهلَةٍ،قبل أن تُمسِك بِراوِي المَاءِ مُتابِعة إرواءَ الأزهارَ مُصطنِعة نظرَة حائِرة بِعَينيها. "أنا لا أُخطِط لأي شَيءٍ،بلاك. ماذا أبدَو لكَ؟"

"تَبدين تمامًا ما أنتِ-حقًا-علَيه."بصَق بشَزرٍ،دائِرًا حولَها كَي يرى بسمتَها الجانِبَية جيدًا. "..ولِلمَرةِ الأخيرَة،لَيلى،أيًا كان ما تُخططين لَه،لا تُفكرِ أبدًا في إيذاءِ الأميرَ،أو مارِي."

"وإلَا؟"تحاذَقت ليلَى باستخفافٍ؛ليغضَب.
"أنتَ لا تَستطيع فِعل أي شَيءٍ لي،بِلاك! لأنكَ لا تَملِك دليلًا واحِدًا ضِدي،أنتَ لا تَستطيع حَتى إثباتَ براءةِ العَزيزة مارِي.."

ضَم بِلاك قَبضتيه معًا بغَيظٍ،كابِحًا رغبَته بصَفعِ بسمتَها المُستفِزة بعيدًا. "قَد لا أستَطيع إثباتَ خداعكِ،لَيلى..لأنكِ بارِعة في ذَلِك. ولَكِن إن حاولتِ إيذاءَ مارِي مرةً أخرى؛فسَيكون رد فعلِي غِير محببًا لكِ."

إنكَمشت مسامِعُه بمَقتٍ حينَما تصدَعت ضحكاتُها المُتلاعِبة بالآجواءِ الساكِنَة،مُشيطة كُل طيةٍ به.

"أوَه،بِلاك. لَم أكُن أعلَم أنكَ تهتَم بشأنِ مارِي كثيرًا."غمَزت ليلَى بدَلالٍ بالأخيرِ؛ليحنَق،رامِقًا إياها تَطوِي ذِراعيّها بثقَةٍ وتَحدٍ.

حُـب تنكُـرِي.Where stories live. Discover now