الرابِع|خَبايا الصُدورِ

1.7K 175 32
                                    

المَلِك كانَ مَريض.
سَرى الخَبر بهلَعٍ بآنحاءِ القَصرِ مثيرًا جلَبة بَين النُفوسِ المُحترقة بخَوفٍ وقد تصاعدَت الخطواتُ بارتيابٍ صعودًا ونزولًا بَين الطوابِق مشارِكَة إضطرابَ القُلوبِ.

تنفَست سام بقَلقٍ رَيثما يستنِد جوار مَهجع والِدها الملَكِي،محاوِلةً تَبديد خَشيها أمام إنتحابِ شَقيقتِها الصُغرى الخائِف.

"لا تقلَقِ،چينچِر..سَيكون بِخَير."ابتَسمت بتكلُفٍ،محاوِطةً جسدِها بَين ذراعِها شاعرةً بِها تدفِن رأسَها بصدرِها مُخرِجة مَخزونَها القَلِق فَوق كاهِلها المَحنِي.

"سمّوكِ ،علَيكِ أن تهدئِ..جلالتُه بِخَير؛إنَها مُجرد وَعكة بَسيطة."تحدَثت إينوِلا بهُدوءٍ؛مرسِلةً ببَسمةٍ مطمئِنة تلَقتها الأميرةُ الصَهباء مِن خِلال غَشاوةِ دموعِها.

مرَت الدقائِقُ ببُطيءٍ مُستنزِفة صَبرِهم وخَوفهم المُتوهِجين حَتى فُتِح باب الغُرفةِ ويَخطو خارِجَها طَبيب القَصرِ عابِسًا يَتبعه أدرِيان بوجوهٍ لَم تُبشِر بخَيرٍ.

"كَيف حالَه؟"سارَعت سام بالسؤالِ مُتفرِس بملامِح الطَبيبِ المُستائة،وتوجَس. تنفَس الأخيرُ بقوةٍ وتدَلى رأسُه للأسفلِ بصورةٍ أفشَت بمّا يحمِلَه من أخبارٍ سيئةٍ.

"سَيدة إينوِلا،هل يُمكنكِ إصطحابَ چين لغُرفتِها رجاءً؟"وجَه أدرِيان حديثَه نحو مُدبِرة القَصرِ الَتي أومأت موافقةً وقادَت الأميرةَ الصغيرةَ بعيدًا عن مَرمى السَمعِ أو الكَلام.

"..زَين،كيف حالَ أبِي؟"كرَرت سام سؤالَها بإنخفاضٍ،مُتفرِسة بهلَعٍ بملامِح زَين-الطَبيب-شاعِرة بتشبُثِ دقاتُها المَذعورة بقلبِها المُنكمِش.

"سُمو الأميرة،إن حالَة المَلِك الصِحية لَيست جيدة تمامًا."بدأ زَين مصرِحًا بآسَـفٍ. "ويؤسِفَني قول هَذا وخِيانَة ثقتَه بِه،ولَكِن يُجدر بِي إخباركُما أن هذه لَيست المَرة الأولى الَتي يمرَض بِها."

"..لقَد تَعب بشدةٍ بالأمسِ قَبل الحَفلِ،ولَكِنه حذَرني مِن إخبارِ أحدهُم بأي شَيءٍ،ولَكِن الآمر يخرُج عن السَيطرةِ،إنه مُتعب كثيرًا..وحالَته مُحيرة."

تصلَبت سام بخَوفٍ،تبادلَت النظراتَ المُختنِقة مع أدرِيان الَذي تحرَك بموقِعه بقَلقٍ وتحدَث. "هل تَستطيع التكهُن بمّا قد أصابَه بالتَحديد؟"

"..في البِداية إعتقدتُه مرضًا صِحيًا معتادًا نظرًا لتقدُمِه بالسِن،ولَكِن الآمر أعمَق مِن هَذا. بصراحةٍ أنا أشُك بشيءٍ ما.."توقَف زَين عن الحَديثِ بغتةً؛جاذبًا تعجُب ستم وأدرِيان لَه.

"على كُلِ حال،سوف أُطلِعكما فور أن أتأكد مِن ظَني،حتى هَذا الوَقت سوف أُعطِي الخَدم وَصفة عِلاجية لجلالتُه تُساعِده على التَعافِي. إسمَحا لِي."

حُـب تنكُـرِي.Onde histórias criam vida. Descubra agora