التاسِع والعِشرون|حُب وحَرب

1K 116 28
                                    

مَرت الأيامُ بطيئَة مُترقِبة خَلف أسوارِ مملَكةِ دورمِين.
سَرت الشائِعات والقِصص والحِكايات بِكُل لونٍ وتكهُناتٍ عمَّا حدَث فِي حَفلِ تَتويجِ وَريث العَرشِ وما فعلَه مَع أميرِ أخَريتيا الَذي توعَد بنَوايا فاسِدَة.

رائِحَة الحَربِ كانَت تجوب بالمَناخِ.
كانَ الشَك يربُض بالقُلوبِ المُتوجِسة صَوب المَلِك اليافِع الَذي تصَرف بتَهورٍ قد يؤدِي إلى حَربٍ أُخرى ستَنبُش قُبور الجَميع بوَحشةٍ وتُورِد المملَكة المُتهالِكة بآسرِها موارِد الهَلاك.

فلَا مَلِك سيسعَى للحَربِ إلا إذ كانَ ملِكًا أحمقًا.

"أرسَل الأميرُ شون وَلِي عَهد مملَكةِ فرانسڤيل موافَقته على مدِّ العونِ لنا في أزمَتِنا وأشار بأنَه مُستعِد التحالُف معنَا ضِد أخَريتيا في حالِ شُنت أي حَربٍ ما."

"..كَما أشار مَلِك بيآرمالاند أنَّه سيكون مِن المُشرِف مُساعدَة مملَكتِنا بَعد تصدّينا لجَشعِ مملَكة أخَريتيا،وأنَّه سيكون مِن العَظيمِ أن يُقاتِل جنبًا إلى جَنبٍ ملِكًا شجاعًا مِثل جلالتُك."لَف الحارِس الرِسالَة المَبعوثة بَعد تِلاوَتها على آذانِ المَجلِس الملكِي الصاغِية،قَبل أن يتَلقى هزَة رأسٍ من ادرِيان سمَحت لَه بالذَهابِ.

شَبك الأشقَر اصابِعُه بسُكونٍ،وأنصَت إلى تناوُبِ الدَوقةِ بالتَعليقِ على المُستجداتِ الَتي أشرَقت بعُيونِ الكُل بعد ذُبولٍ.

"شخصِيًا،لَم أتوقَع أن نحظَ بأي تحالُفٍ من الممالِك الأُخرى ضِد أخَريتيا؛فتِلك الأخيَرة كالشَبحِ الَذي يُرهِب الجَميع بآنحاءِ رومانِيا نظرًا لإنها اضخَم مملَكة والأكثَر شراسةً."

"ولَكِن أنا لستُ متفاجِئَة بقُبولِهم التحالُف معنا.
ممالِك الشَرق لاتزَل مُضطرِبة مِن بَطشِ أخَريتيا ويَنتظِرون الفُرصة للِاستيلاءِ على ثَرواتِها وغنائِمها. ولَكِن لا مملَكة ستَجرؤ على دُخول الحَربِ وَحيدة بوَجهِ اخَريتيا،وإلا تلَقت الهَزيمة قَبل القِتال."أبدَّت كريسِيدا رأيَها بحماسٍ؛ليَومأ بَعض الرِجال بالموافَقةِ.

كانَوا جميعًا يَنتظِرون تَعليق أدرِيان على الآمرِ،ولَكِنه كانَ منشغِلًا بأفكارِه الَتي باتَت تسرِقه كثيرًا هذه الأيامِ.

هُو لم يرغَب ابدًا أن تَصِل الآمور إلى هَذا الحد.
لم يُرِد أن يَقود المملَكة إلى حَربٍ مُميتةٍ بوَجهِ كاسبِيان الَذي يَسعى لردِّ الِاهانة باقسَى الطُرق وما كان مِن أدرِيان إلا المواجَهةِ؛لإنقاذِ شَعبه.

كان مُندهِشًا كَيف لَم يُفكِر والِده ابدًا بالتحالُف مَع ممالِك الشَرقِ والجَنوب رَغم عِلاقاتِهم الطَيبة ولجأ عوضًا عن ذَلِك إلى أخَريتيا. ولَكِنه يعلَم بأن للآمرِ علاقة بالمُستشارِ آثوس بطَريقةٍ ما.

حُـب تنكُـرِي.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن