التاسِع|جَمال مَلحوظ

1.2K 154 87
                                    

سماءُ الليلِ الشاهِق،تلَون بِظُلمةٍ زَرقاويةٍ ساحِرَةٍ شَتتَته نسماتُ الشِتاء الحَنية وهِى تُمسِد على الأرواحِ بلَطافةٍ إنشَرحت لَها القُلوب الخاضِعَة لِجُيوش الشَجن الَتي تزحَف لَها ببَطشٍ.

"تَبدين مُستائة.."كان كُل ما قِيل منذُ ساعاتٍ.
إنسَلت الفُرشاة بنُعومةٍ بَين خُصلاتِ الشَقراءِ المُبتلة،وعيناها الساهِمتان بشُرودٍ تتقابَلا مَع قُزحتي الخادِمة المُتسائِلتين عبرَ المِرآة.

"الكَثير يُشغِل عقلَي."تبَسمت سام بِبُهوتٍ؛لتومأ روز بفَهمٍ مُتابِعة تمشيطَ شعر الأميرةِ بلُطفٍ مُلتمِسة إقتضابًا ما يَجيش على قلبِ الأخيرةِ منذُ وَقتٍ طويلٍ.

سُمِعَت طرقةٌ لطيفةٌ عرقلَت صَفو الأحداثِ،لتُفلِت روز الفُرشاة وتُسرِع نَحو البابِ ترافِقها أعيُن سام الَتي إستدارَت بتفقُدٍ.

فُتِح الباب ليَكشِف مِن خَلفِه عَن لٍوي الَذي وَقف ببَسمةٍ صَغيرةٍ،جذَبتها. عبَست سام فجأةً وروز تُفسِح لَه الطَريق لِلدُخولِ،بينما تَستقيم هِى من مكانِها.

"يُمكنَكِ الرَحيل،روز."صرَحت الشَقراءُ بهدوءٍ؛لتَهِز الخادِمة رأسَها وتَنصرِف غالِقة عليِهما البابَ كي تنفرِد بهما عواصِف الصِبا الساكِنَة وتُشتِتهما بصَمتٍ مُربكٍ.

لم يَنطِق هو بكَلمةٍ لوَقتٍ،فلَم تُحاوِل هى فَصل السُكون.
لَم تُدارِ قط نظراتَها الغاضِبة نحوَه وكان يفهَم هذا جيدًا،كان يعلَم بأنَها غاضِبة علَيه أكثَر مِن أي شَخصٍ آخَرٍ.

"تعلَمين،تبدين أكثَر جمالًا بثوبِ نومكِ."إبتَسم بجانِبيةٍ فجأةً،مُحيرًا إياها وهو يُشير بعينيه إلَيها بهدوءٍ. توسَعت جفونُها بتهكُمٍ رَيثما تضُم رِداءَها بقُوةٍ كَي تُخفي ما أظهَره ثوب نومِها المَفتوح بحُريةٍ بعيدًا عن بصرِه المُشاهِد.

"..وشَعركِ أيضًا،لم أراكِ يومًا تسدُليه،تَبدين فاتِنة."تابَع تغزُله بسلاسةٍ،وبَسمتُه تتوسَع بسُرورٍ لرؤيتِه وجهَها يتخَضب بالدماءِ رَغم كُل محاولاتِها ألا تَفعل.

جمَعت سام شعرَها بعشوائيةٍ بجانِب رأسِها وإستدارَت مُطلِقة العَنان لحنقِها أن يأخُذ الزِمام مجددًا. لطالَما كان يتملَقها ليكسَب إهتمامَها،ولَكِنه هذه المَرة لَن ينجَح.

"ما الَذي تفعلَه هُنا،لِوي؟ ألَيس لديكَ تدريبًا مكثفًا مَع چينچِر اليَوم؟"سخَرت بلَذعةٍ إلتَقطها؛لتسكُن ابتسامَته برويةٍ رَيثما يتوقَف خلفَها تمامًا،رامقًا جانِب وجهِها المَخفِي.

"لقَد فكرتُ بالِاطمئنانِ على أميرَتي؛فقَد بدَّت غاضِبة للغاية لأنَها إعتَقدت أنّي قد تخليتُ عنها."

"ألَم تفعَل؟"خرَج صوتُها مستهزِئًا،ولَكِنه لم يكُن إلا حانِقًا.

"هَذا ليس صحيحًا. ما الَذي قد يجعلَكِ تظُنين أنّي قد أفعَل شيئًا كهَذا؟ فأنتِ أميرَتِي المُفضلَة."إبتَسم بدَفئٍ،ورغبةٌ عارِمةٌ تجتاحَه في دَسِ أصابِعَه بين خُصلاتِها الذَهبية والتَمعن بوجهِها المُنكمِش بغَيظٍ.

حُـب تنكُـرِي.Where stories live. Discover now