السادِس عَشر|المِهرَجان

1.1K 142 103
                                    

مسَّد الغُروب برقةٍ على كيانِ السَماءِ المُلغم بغيومٍ تُفرِز ثلوجَها الناصِعة لتَهوى بدلالٍ على الأراضِي المُمتدة خالقًا غسقًا خلابًا أضمَر بالقلوبِ ولعًا عاشِقًا.

سارَت أصابِعُه النَحيلة فَوق جُروحِه المُتجلِطة ونُدوبِه المُلتئِمة متذكِرًا تِلك الحُروب والمعارِك الَتي قادَّها إلى نَصرٍ أو هَزيمةٍ،كُل تِلك العَلامات لم تكُن إلا مأوى فخرٍ لَم يخجَل يومًا مِن إظهارِه.

رمَش لِوي واليأسُ يبانَّ على وجهِه العابِس ضِد المرآةِ اللامِعة بالشُموعِ المُتلألِئة بسَلامٍ،قَبل أن يُطرق البابَ بلُطفٍ نشلَه مِن بحرِ حُزنٍ غرَق به لسويعاتٍ،ليرفَع قميصَه على جسدِه العارِي ويَصيح بإذنِه باقتضابٍ.

أطلَّت سام مِن خَلفِ البابِ بنَظرةٍ مُرتبكةٍ.
شعَت عيناه بدَهشةٍ وهو يترُك قميصَه المَفتوح مراقِبًا إياها تُغلق الباب وتَقترِب بقَميصِها المَنحوت حول جسدِها وبنطالِها يضُم خِصرَها باحكامٍ ريثما يُرفرِف شعرَها كما كان بالصَباحِ يُمسكِه المشبَك الذهبِي برفقٍ.

"أنتِ هُنا."علَق. صوتُه كان متفاجِئًا ومتحيرًا بذاتِ الوَقتِ. أومأت الشَقراء بهدوءٍ وبسمةٌ صغيرةٌ تلوِن شفتيّها وهِى تستقِر قُبالته بعَينين تعكِسان آسفًا باطنًا.

"..إعتقدتُكِ ذهَبتِ لجولَتكِ مَع الأميرِ كاسبِيان."تابَع لِوي بسُخريةٍ لاذِعَةٍ؛لتَنفِي سام بصَمتٍ وإصبعُها يُقصِي خُصلة مِن شعرِها للخَلفِ.

"حينَ فكرتُ بالآمرِ،وجدتُ بأن موعدِنا حتمًا سيَكون أكثَر مُتعة مِن مُراقبةِ رجُل يُصارِع ثورًا حتى المَوتِ. ألا تَعتقِد؟"

"هَذا سيء إذَن؛فأنا لَم يعُد لِي رَغبة بالذَهابِ."
ضَم شِفتيّه بتجهُمٍ؛لِتتَوسع ابتسامَة سام لإنشاتٍ وتَميل نحوَه بشدةٍ،حَتى كادَت تُفصِل ملامِح قُزحتيّه المُماثِلتين لزُرقةِ المُحيطِ الراكِد،الحَزين.

"هَيا أيُها القائِد،لا تخذُلنِي بَعد أن أشعلتَ حماسِي."

كَم كانَت تتملَكه بلَحظةٍ.
هُو لم يستطِع أن يَنتزِع عَينيه عن خاصتيّها لثانيةٍ،ذُل لسانُه ولم ينجَح في تَشكيلِ كلماتٍ ما وهُو يُراقِب خَضراوتيها يَبتسِمان ببَريقٍ خاطفٍ ويدُها ترتفِع ببُطيءٍ لتَقبِض على قميصِه مُغلِقة أزرارَه بسُكونٍ.

"لا يهُم إلى أين سنَذهب؛طالَما سنَكون سويًا،كَما تعلَم."
هامسَّته،نبرتُها كانَت ناعِمة تمامًا وكلماتُها تلمِس قلبَه المَخمور بعَقارِ غَرامٍ أثقَل لسانَه الصامِت.

لم يشعُر بيدِه الَتي حلَقت للأعلَى بسُكونٍ كَي تُولِي إحدى خُصلاتِها جانبًا وتُدلِل أنامِلُه وجنتَها بدفئٍ جعلَ جسدَها يثِب بقُشعريرةٍ ثائرةٍ بينما تَرتفِع بعَينيها إلَيه،وعاصِفَة ولَعٍ تُحيط بهما بهَوسٍ.

حُـب تنكُـرِي.Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu