الرابِع عَشر|عاصِفَة صِبا

1.1K 135 143
                                    

كزُرقةِ الياقوتِ الناعِم اختالَت السماءُ بضُوءٍ هادئٍ أطَل مِن خُدرِ الشَمسِ المُبحِرة بَين حورِيات الشِتاء الَتي تكاتَفت بوداعَةٍ مُسقِطة ندفاتًا ساكنةً شقَت الطريقَ فوق الأجسادِ المُتعرِقة بهَيامٍ.

هدَر صوتُ سيفِها وهُو يُعنِف نَصل لِيام بحَفاوةٍ صُكت لَها أسنانُها المَضغوطة بإصرارٍ رَيثما تشعُر سـام بتقهقُرِ ليام إلى الخَلفِ بتَعبٍ؛لتَدور بسُرعةٍ مُسقِطة سَيفه أرضًا ومُتنفِسة بتَعبٍ وخَلاصٍ.

"عملٌ جيدٌ."تَمتم لِيام بإشارةٍ من إبهامِه،قَبل أن يَنبطِح بأرهاقٍ على الأرضِ مُعوِضًا أنفاسَه المُزفرة بهَلاكٍ بَينما تترُك سام سيفَها بعيدًا وتَمسح عرَقها المُتصبِب بإنهاكٍ قَبل أن تَستمِع إلى صَوتِ تَصفيقٍ جذَب إنتباهَ معظم الرِجال بحَيرةٍ.

"مُبهِر،أيتُها الأميرَة.."آثنَى الأميرُ كاسبِيان ببَسمةٍ ساحرَةٍ،وإقتَرب للساحةِ بثَوبِه الأسوَدِ اللامِع يلحَق بِه حارِسَه الخاص حامِلًا قوسًا وجُعبة أسهُم ناقِصة.

"إنَك بارِعَة في هَذا كثيرًا،سمّوكِ."
تورَد وجهُ سام وهُو يلتقِط يدَها لتقبيلِها بنُبلٍ كَما يفعَل،وتُخطف أنفاسُها الهادِرَة بشَجيٍ وهو يُقابِل زُمردتيّها بنُظرةٍ خلابةٍ.

"شكرًا لكَ كثيرًا،أيُها الأمير."ابتَسمت بعُذوبةٍ،وقَد طارَت كُل أحلامِها وخواطِرها العَجيبة قاصِيًا وهى تنظُر إلى مُقلتيّه البَديعتين بضَياعٍ لم ترغَب أن تَستفِق منه لَحظة.

"أَلا يَبدوان لَطيفان سويًا؟"ضمَّت چينچِر قَبضتيّها بسَعادةٍ،وهِى تُشير إلى شَقيقتِها الكُبرى والأميرَ الوسيم يتحادَثان بمُنتصفِ الساحَةِ باندماجٍ،وإن لَم ينُل هذا إعجابَ لِوي كثيرًا.

"..هل تعلَم؟ إن سَام مُعجبة بِه كثيرًا. آمُل أن يطلُب الأميرُ كاسبِيان يدَها للزواجِ عَن قَريب،سيكونَ هذا جميلًا للّغايةِ."تابَعت الصَهباء سردَها المُتغزِل بالثُنائِي البَعيد،لتَنقبِض أساريرُ لِوي بسَخطٍ مما قالَته.

هو كان يعلَم جيدًا بإعجابِها بذَلِك الأميرِ المَغرور،ولَكِن منذُ متى وهُناك مَن يتحدَث عن زواجٍ ما؟

تحرَك عن القِمَة دافِنًا سِن سَيفه بالثلجِ وأصابِعه العابِثة بشعرِه المُتدلِي بأرهاقٍ تدُل عن انزعاجٍ بادٍ بعَينيه وهو يَطوِي الطَريق إلى بُقعتهِما رامقًا الِاستمتاع على وجهِها بغَيظٍ.

"..رُبما تأتين مَعي في مَرةٍ،سأُعلمكِ كَيف تَصيدين النَورس بسُهولَةٍ.."كانت ثَرثرة الأميرِ الرَخيمة تَصِل مسامِعه المُنفِرة،ليَكظِم غضَبه بقبضتيّه وهو يتوقَف على مَقربةٍ،ناظرًا لَها بحدةٍ.

"غَير مَسموح لأي شَخصٍ أن يَقطع تدريبَه لأي سَببٍ كان. لِذا مَع كامِل إحترامِي،أيتُها الأميرَة..عودِ إلى التَدريب..حالًا."

حُـب تنكُـرِي.Where stories live. Discover now