الفصل السابع والخمسون:

Start from the beginning
                                    

..............

-ليه مرضتيش تديله المسدس؟
كان هذا سؤال صهيب المهتم و هو يقود السيارة بسرعة، فظلت هي تنظر له لثوانٍ قبل أن تجيبه:
-بحب أحتفظ بكل الأسلحة اللي تتصوب عليا.
ثم فتحت له درج سيارته ليندهش هو حين يراها تخرج مسدسًا آخر، و تتابع:
-دة أول واحد اللي الراجل حطه على راسي من كام يوم، و دة التاني بتاع النهاردة، وعندي اتنين تانيين في البيت، مسدس و مطوة.
سألها باهتمام:
-اتنين!
-واحد فيهم كان أيام ما كنا بنحاول نمسك أفراد العصابة اللي اعتدوا على اختى و أنا عرفت يومها بالصدفة إن معتصم رايح يجيبهم، فاستخبيت في شنطة العربية
-نعم!!
-ما أنا مقدرتش أتحمل إنه ينتقم لوحده، وبعدها طلعت في توقيت غلط فاترفع عليا السلاح، بس الحمد لله قدرت أطلع نفسي منها.
أخذ صهيب نفسًا طويلاً فيبدوا أنه مهما علم عنها، سيظل هناك هذا الغموض الحائم حولها، ثم سألها:
-يعني إنتي كنتي معاه لما مسكهم؟
-مش كلهم كانوا اتنين بس، ولأن معتصم كان متهور جدًا كان رايح لوحده، وعرفت بعد كدة إن فيه حد بيديله معلومات عن كل الأماكن اللي بيتواجدوا فيها.
-طب ومسكتوهم؟
-قدرنا نمسك الاتنين دول في اليوم دة، بس أنا قولتله هننتقم منهم كلهم مع بعض، وبسبب طبعًا إنه لاقاني ممكن أتهور وافق إنه هيمسكهم كلهم ونروح احنا التلاتة نقتلهم، بس ساعتها مقدرش يمسك إلا أربعة والخامس كان مسافر، وطبعًا بعدها لما رجع قتله.
-والتاني؟
-فاحر لما قولتلك إن فيه رجالة كانت بتضايقني في الشارع وراجلين نزلوا وساعدوني.. واحد منهم طلع مطوة وحطها على رقبتي بس الراجل عرف يخلصني منه، بعد ما أنا عرفت أبعده عني.. وبعدها خدت المطوة من إيده.
-طب بما إن المسدس كان هنا مطلعتيهوش ليه؟
-عشان لو طلعته كان فات حد فينا اتقتل.
نظر لها بحيرة وسأل:
-ليه؟
-أفرا العصابة دي بيستخفوا باللي مش مُسلح! وعلى فكرة هما ضعفاء جدًا مش زي الشائعات اللي كانت طالعة عليهم.
-مش بتخافي لما المسدس بتصو ناحيتك؟
استندت على مقعد السيارة خلفها، وبدأت تتحدث بهدوء:
-يقولون يا عزيزي.."لا تخف وقع طلقات المسدس، فلو كان لجسدك نصيبٌ بها لما سمعتها أذنك" فلمَ أخاف إذًا..؟!
مخطئٌ من قال أن ذكاء المرأة نقمة على الرجل، فإجاباتها، طريقتها في التحدث، إدراكاها لكل ما حولها يجعله يُعجب بها أكثر كل يومٍ عن الذي قبله.
نظر لها بإعجابٍ، ثم عاد للنظر أمامه من جديد وصمت.
ظلت هي تنظر من النافذة وتعلقت عيناها بطائرٍ أبيض شديد الجمال يطير فبكي الجو بحرية، فتحدثت بشرود الذهن:
-كتير كنت بسأل نفسي الطيور دي بتحس بإيه لما بتطير بحرية كدة!
ثم نظرت إليه و تحدثت بانفعال مفاجئٍ و هو يراقبها باهتمام:
-أنا عاوزة أركب طيارة.
ابتسم لها وقال:
-ماشي هركـ..
إلا أنها قاطعته بنفس النبرة المتحمسة:
-و اقع منها.
أوقف السيارة بعد أن سمعها، ثم نظر لها وسألها بجدية:
-جويرية، إنتي عاوزة تموتي؟
هزت رأسها نافية، وتابعت:
-لأ إنت فهمت غلط، عاوزة أقع ببراشوت، صحيح كان نفسي أعرف إيه احساس الناس و هما بيقعوا من الطيارة وتنفجر بيهم، بس متخافش عاوزة انزل ببراشوت بس
رفع حاجباها، وأجابها بهدوء:
-رغم انها مخاطرة، بس نجرب ليه لأ؟ بس حطي في حساباتك هنكون مع بعض خطوة بخطوة.
تحمست هي للأمر كثيرًا ولم تبذل جهدًا لتخفي سعادتها التي بدت جليةً على قسمات وجهها، في حين أمسك يدها و سألها برفق:
-دة هيفرحك؟
سحبته هي من يده قليلاً حتى استطاعت أن تهمس له:
-فوق ما تتخيل.
ثم ابتعدت و هي تبتسم له برقة..
حينها تابع القيادة و هو يفكر فيما سيفعله لتلك الرحلة المجنونة

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقWhere stories live. Discover now