20

30.7K 660 17
                                    

  الفصل العشرون :

ظل يجوب غرفته غاضبًا، فمنذ الصباح يتصل بذلك المحامي الغبي ولا يجيبه، وحين يئس من إجابته رمى الهاتف على سريره وكاد أن يخرج من الغرفة إلا أنه سمع صوت هاتفه يرن !
زفر بغضب فمنذ الصباح يتصل وبمجرد تركه للهاتف يرن !
أمسك الهاتف وأجاب بنبرة عالية :
-أنا من الصبح برن عليك مبتتزفتش ترد ليه ؟
جاءه الرد من الجانب الآخر قائلًا بنبرة مرتبكة :
-آآآ معلش يا صهيب باشا كنت بتابع القضية ..
هدأ صهيب قليلًا قبل أن يقول :
-المهم إيه الجديد، وعارف يا زُبيِّر لو فوت حرف واحد ! ، كفاية إنك معرفتش تتصرف أول مرة ..
أجابه زُبيِّر بهدوء عبر الهاتف :
-يا باشا أنا مكنتش عارف أي حاجة عن القضية يبقى إزاي آآ..
قاطعه الأخير بإستهجان :
-إنجز، إيه الجديد ؟
تحدث الأخير بإمتعاض :
-أنا عرفت الوقت إنهم ودو بيجاد بيه والبت دي للطبيب الشرعي عشان يشوفو أي أدلة ..
صدم صهيب وأردف بغضب :
-إيــــه ! ، إزاي دا حصل وإمت الكلام ده ؟
جاءه الصوت مشحونًا بالضيق من الجانب الآخر مردفًا بـ :
-وعلى حد علمي إنها قاومته كتير جدًا، أنا امبارح خدت بالي من خربشة سطحية عند رقبته، وفي كف إيده كمان .. يعني ببساطة يقدرو يثبتوا الجريمة دي علينا !
نظر صهيب في لنفسه في المرآة بزهو ..
منذ متى خسر تحدي خاضه !
منذ متى ترك أحدهم يتجاوز الحدود معه هكذا ؟
وبالأخص أنها فتاة !
لا .. لا وألف لا لن يحدث أن تفوز هي !
أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يردف بنبرة يشوبها الغموض :
-يقدرو يثبتوها، إلا لو إتدخلت أنا !
تابعه المحامي بترقب في نبرته وهو يقول :
-إزاي !
وضع صهيب يده اليمنى في جيبه، و رد عليه بهدوء :
-لو دخلنا مية ألف جنيه في الموضوع تفتكر التقرير هيفضل زي ما هو ؟!
إلتوى فم المحامي زبير بإبتسامة عابثة، وأجابه عبر الهاتف بخبث :
-لأ طبعًا مفتكرش !
أخرج صهيب يده من جيبه وهذب بها خصيلات شعره بغرور وهو يبتعد عن المرآة، ثم أردف بنبرة جادة :
-إتعامل إنت مع الموقف ده وإديني عنوانكم عشان أجيلكم حالًا ..

....................

أخيرًا إنتهى ذلك الفحص، ياله من أمر خادش للحياء، فبعدما يحدث للفتاة من إعتداء أو تعذيب تجبر لإثبات الأمر أن تتعرى من حيائها لإكمال ذلك الفحص اللعين !
زفرت هي وهي تنظر إليها يضع أخوها يده على كتفها يحاول أن يعيدها كمان كانت ..
لكن الإعوجاج قاسٍ هذه المرة، ولا يمكن إصلاحه بالطرق التقليدية !
أما الآن فهي تحتاج أن تنزوي ..
أجل تريد الإختفاء عنهم جميعًا، فما حدث في الأيام السابقة كان كافيًا لجعل شحنتها من الهدوء تفنى ..
هي الآن تحتاج إلى السلام النفسي .. وما من علاج أفضل من الإختفاء عن أعين البشر لبعض الوقت، لذا ....
-براء !
قالتها هي بخفوت حين رأته يتوجه نحو السيارة، فنظر لها وقال :
-نعم !
أجابته برويَّة وهي تنظر له بهدوء :
-روحو إنتو وأنا عندي مشور هخلصه وآجي ..
قطب حاجبيه وهو يسألها مستفهمًا :
-مشوار إيه يا جوري ؟
-عادي يا براء مشوار كده ولما آجي هقولك عليه، ماشي !
صمت براء لبعض الوقت، الحديث معها لن يجدي لذلك أردف هو بـ :
-طيب بس متتأخريش
أومأت رأسها، وتابعته إلى أن غادر ثم سارت خلاف الطريق الذي سار هو به ..

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن