24

26.6K 652 13
                                    


الفصل الرابع والعشرون :


سرقت نفسًا عميقًا من الجو،
جالسة على السرير، ولصدرها ضمت قدماها بقوة، وأحاتطهم بكلتا يداها،
وعادت تنظر إلى الغرفة الفارغة حولها بهدوء ...
تفكر أن حياتها لم تكن جيدة منذ البداية، فبعد وفاة والدتها تحول كل لون إلى الأسود ..
لكنها ظلت تناضل لكي لا تخسر إبتسامتها وروحها ...
ولكن بعد ذلك لم يكن هناك حتى بارقة أمل، فها هي منبوذة من قبل جميع أفراد عائلتها، والأسوء أنها لا تجد ما تقوله !
هل هي منبوذة في السماء كما نبذت في الأرض ؟
ربما أهل السماء سيرحبون بها حالما تأتيهم ..!

حين وصلت لتلك النقطة، أزاحت يدها عن قدميها وحركتهما بعيدًا عن السرير، وحينها وقفت، ثم سارت متجهمة الوجه صوب المطبخ

لماذا عليها أن تفكر كثيرًا ؟
فطالما هي في تلك الحياة ستعاني، وتقاسي الأمرين ...
هي لن تفعل شيئًا سيءً لتلك الدرجة، هي فقد ستنهي عذابها بيدها،
من هم في الأعلى رحماء، لن يلوموها أبدًا على ما لم تفعله !

أمسكت السكين، وقربته من يدها، وما إن إستقر السكين على معصمها ..

مهلًا يا فتاة !
ما الذي ستجنيه من الإنتحار هل تظني أن من غرس الأشواك داخلكي سيأتي عاى قبرك فيعتذر !
هاك حدثت نفسها وإستمرت ...
إن الله يعلم ما تمرين أنتِ به الآن، يعلم كم تعذب وكم آسيت في حياتك، لكن هل تظنين حقًا أن الله قد يرحم كافرة !
أتعلمين أنكِ تقدمين على شيءٍ يبغضه من أنت مشتاقة للذهاب إليه !
لك عمر، فلما تهدريه على أمر يبغضه ربكِ ؟!

بدأت دموعها تتحرر من مآقيها، ولم تزل السكين على يدها وتذكرت ..

"-أنتي عارفة إن العار هيلزق في اسمنا دايمًا بسببك !
-قصدك عشان تلفتي نظره أكتر !"

أخذت قرارها وقربتها أكثر من يداها لكنها تذكرت ..

"-حسيت ده الحكم اللي يستحقه، فنفذته بنفسي
-إرفعي راسك إنتي معملتيش حاجة غلط، إللي بيغلط هو اللي بيتعاقب فهماني !!
-أنا أختي عمرها ما تغلط أبدًا !"

أبعدت السكين عنها قليلًا، لكنه لا يزال على معصمها،
لكنها إتخذت قرارًا بألا تـ....

-فيروز !
قالها سهيل بذعر قبل أن يندفع نحوها ويبعد السكين عنها بإلقائها على الأرض ...
نظر لها بغضب، وذعر، وحزن، وخوف، وألم، وبعض المشاعر المضطربة التي لم يفهمها أحدهما، ولكنه سرعان ما أردف غاضبًا :
-أنتي مجنونة ! ، عاوزة تقتلى نفسك ؟
نظرت له بصدمة، وكأنها تستفيق من كابوس ما، وهزت رأسها نافية، وحين قررت أن تفتح فمها لتجيبه، سبقها هو بـ :
-أنا قولتلك إن دول ناس أغبية مش بيفهموا إلا تقاليدهم الغبية ! ، أنا قولتلك متهميش لكلامهم، هما ... هما عمرهم ما هيعرفو أنتي بتحسي بإيه، ولا هيقدروا مشاعرك، بس أنا أهو !
أنا موجود جنبك، وبفهمك، وحاسس بيكي

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin