الفصل الخامس

46.5K 958 31
                                    




فى المقر الرئيسى لشركات صهيب للسيارات ،،،،،،

فى مكتب صهيب ،،،،،،

-إدخل ..
أردف بها صهيب بنبرة هادئة ، حين سمع صوت طرقات الباب ..
دلفت فيروز بخطى ثابتة ، وهى مطرقة رأسها ..
وبنبرة شبه طبيعية أردفت بـ :
-آآآ أهلاً يا باشا
رفع صهيب رأسه محدجاً إياها بنظرات متصلبة ، قبل أن يندفع هاتفاً بنبرة غاضبة بـ :
-أنا مش عارف ، هى شركة أبوكى ، تيجى براحتك وتغيبى براحتك !!!
عضت فيروز على شفتها السفلى حتى كادت تدميها ، ووضعت يدها على مقدمة حجابها لتتأكد أنه لا يزال فى محله ، .. ثم أخذت تعبث بأكمام فستانها الزمرديّ الطويل الذى ترتديه ، وتجمعت بعض الدموع بمقلتيها نتيجه صراخِه عليها ، حتى منعتهما من النزول بصعوبة شديدة ثم ...
فيروز بنبرة مختنقة ، من التوتر الذى تشعر به :
-أنا آسفة يا باشا إنى غبت بس دا للسبب إلى هقوله لحضرتك الوقت ..
صمتت قليلاً لتراقب ردة فعلِه ، وقد بدى على ملامحه الهدوء وكأنه ينتظرها لـتتابع ، وكان هذا حافزاً كافياً لها لتكمل ، فإبتلعت ريقها و ...
حاولت بصعوبة إيجاد العبارات المناسبة لتنطق بها ، ولكن حتى سكونه يفرق شمل الكلمات لديها ، ثم أغمضت عينيها بشدة و ...
فيروز بنبرة خافتة :
-بيجاد بيه صاحب حضرتك بيفضل يدايقنى ، و بيتحرش بيا كل لما يشوفنى ..
-أهـا وبعدين ...
قالها هو بنبرة باردة ، وهو ينظر إلى حاسوبه الخاص ...
فتحت عينيها لترمقه بمقت جراء طريقته المستفزة ثم أضافت بنبرة تحمل الحدة بـ :
-ومش بيسيبنى فى حالى ، وأخر مرة فضل ماسكنى لحد لما حد إتصل بيه ، وربنا وحده إلى عالم إيه إلى كان ممكن يحصلى لــو ...
صمتت هى فلم تجد القدرة على متابعة حديثها ، وأخذت نفساً عميقاً وزفرته ببطئ ...
وترقب رده ...!

ظل ناظراً إلى الحاسوب غير آبهــاً بالمـَـرة لما تقول ، وهى كانت تنظر له ، محاولة سبر أغوار عقله لتعلم مايدور بـه ..

أجابها هو بنبرة غير مكترثة وهو ينظر إلى الحاسوب :
-سبيه بيتسلى شوية ..
-نعم !!!!!!!!
قالتها فيروز بنبرة قاتمة ، وقد أفلتت عبرتان حبيستان من عينيها ، برغم محاولاتها المستميتة لـكبحهما ، إلا أنها لم تستطع أبداً ، فقد أشعرتها ردة فعله الباردة وكأنها متسولة تطلب منه أن يتفضل عليها بشئ يملكه ..

رفع هو رأسه إليها قليلاً وحدجها بنظرات قاسية قبل أن يردف بنبرة عالية بـ :
-مهو لو كل واحدة حد عاكسها ، أو إتحرش بيها سابت شغلها ، يبقى مفيش ستات هتشتغل ...!!
بنبرة ممتعضة ومبترمة أردفت بـ :
-بس حضرتك هـو ...
-وعشان كدة لبستى الحجاب !!!
قاطعها هو بذاك السؤال المفاجئ ، وقد حَوَتّ نبرته الكثير من السخرية والإستخفاف بالأمر ...
أخرجت نفساً حاراً من صدرها ، وأجابته بفتور بـ :
-إن كان دا هيخليه يحل عنى ، فأيوة لبسته عشان كدة ..
نظر هو للحاسوب مرة أخرى ، ثم بنبرة غرورٍ أردف بـ :
-أهــا ، وأنا أكيد برضوه مش عاوز إسم شركتى يتعكر بسبب واحدة زيك ، طلعت ولا نزلت مجرد سكرتيرة حقيرة ...
إبتلعت غصة مريرة فى حلقها ، وهى تستمع إلى إهاناته المتتالية لها ، فما الذى يمكنها فعله حيال الأمر ..
ولا ميمكنها حتى أن تخسر وظيفتها ، فوالدتها بالدواء وحالها يسوء كل يوم ، فما بالها إن إنقطع ..!!
لاحظت فيروز أن صمتها قد طال ، وقررت أن تقطع ذاك الصمت بـ ..
فيروز بنبرة متسائلة ، وهى ترفع يدها لتمسح تلك العبرة التى سقطت عنوة من عينيها ، ولم تلحظها إلا الآن بسبب برودتها :
-يعنى حضرتك هتبعده عنى !!!
صهيب ببشمٍ وتبرم :
-ما أنا قولتلك مش هخلى سمعة شركتى تتعكر بسبب واحدة زيك .. هاا عجبك الكلام ! تحبى أعيدواْ ؟
صمتت هى لـبرهة قبل أن تتشدق بـ :
-بعد إذنك عاوزة أطلع ......

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن