16

32.8K 734 21
                                    


  لفصل السادس عشر :

مساءًا لم يكن بيجاد قد ترك الشركة بعد، لقد قرر أن يبقى لنهاية اليوم ... هو لم يعلم لما أبقى عليه صهيب حتى الآن فهو لا يفكر مرتين قبل أن يبعد مش يشاء عن طريقه ..
لكنه لن يهتم فهو لن يبقى بعد اليوم هنا وسوف يغادر...
وخاصة أنه قد علم كل ما يخطط له، والأدهى أن عُقاب كان يعمل معه كل ذلك الوقت ...

كل شيء يدور حول نقطة الأصل ..

هو لم يضع في الحسبان يومًا أنه سيعلم بالأمر،..
أو بمعنى أصح، لم يرتب أي خطط للدفاع عن نفسه ..

لن ينكر هو أن صداقتهما بنيت على مصالحه الخاصة، ولطالما كان يعلم أن مصلحته بجانبه، فقد كان فقيرًا وقد توفي والداه مذ صغره حيث لم يكن قد أتم السابعة عشر بعد، ولم يكن يملك إلا وظيفتة تكسبه قوت يومه، لكن بعد أن قابل صهيب ذاك الصغير الثري المنزوي قرر أن حاله يجب أن لا يقل عنه، سيأكل مثله ويشرب مثله ويتنعم بحرير الثياب الباهظة مثله ...
كانت صداقتهما صعبة في البداية، خاصة أن صهيب كان عنيفًا برغم هدوئه الغريب، ولم يكن يحب أن يعطي الثقة لأحد، كان وحيدًا لكن لم يرد أنسة...
لكنه لم يستسلم وظل يحاول أن يبذل كل طاقته في ذلك، في صداقتهما !
وبعد أكثر من عام بدأت صداقتهما، ولم يستطع هو تحت أي ظرف أن يجعله لينًا، كان صهيب وعاش صهيب، ولم يغير أي شيء صهيب ...
لكن كصديق كانت له الأولوية، فحين بدأ بالعمل كان له دور كبير بجانبه وكانت سلتطه لا تقل عنه كثيرًا إذا ما غاب هو ..
وكل ذلك كان جيدًا إلى أن أدرك هو أنه لا شيء بالمقارنة به، وأنه يستطيع محوه عن الحياة وعن كل تلك الثروة التي يتنعب بها، وحينها سيعود ذاك الفقير من جديد..
وكانت خطته محكمة فقد قرر أنه حين تبدأ الشركة بالإفلاس بسبب تلاعبه بالعقود والمستندات والكثير من الميزانيات، ومحاولته جعل جميع العملاء يرفضون العمل لديه، وبالأخص أنه قد نوى تدمير ذاك العقد الذي تعب لإقناع عملائه بالموافقة بعد أن إضطر آسفًا لإنجاحه من أجل كسب بعض الوقت ...
وبعدها أراد أن يؤسس شركته الخاصة، لكن كل ذلك تحول إلى رماد في الوقت الحالي، فقد كُشفت أوراقه وأصبح النرد لدى خصمه ..

نظر بيجاد لكل ما حوله بفتور شديد، وظل يبحث بعينه مرة أخرى في كل مكان وفي الاركان عن آلة التصوير التي صورت حماقته ليلة أمس، ياله من غبي كيف نسي أن يطفئ الضوء حتى لو كان قد فعل فقط !
لو أطفأ الضوء حينها لما إستطاعت الآلة تصوير أي شيء !
لا يهم فهو يعلم أن صهيب لن يغامر بسمعة شركته، وخاصة أن رحيل هو من أسسها وهو يعلم أن رحيل هوس صهيب ...
-أكيد مش هلاقيها، وحتى لو لاقيتها كل حاجة هتبقى متسجلة على الاب بتاع صهيب
قالها هو بنبرة مغتاظة وهو يقف ممسكًا بحقيبته السوداء، ثم سار ناحية باب المكتب ....

.....................

في نفس التوقيت، وأمام مقر الشركة ترجلت جويرية وبراء من سيارتهما وخلفهم ما يقرب من أربعة سيارات شرطة ...

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن