الفصل الخامس والثلاثون:

ابدأ من البداية
                                    

-إنت مين، وبتعمل إيه هنا؟
كان هذا الصوت الغاضب صادرًا من خلفه، حينها وقف هو وإستدار نحوه، فاتسعت عينا الأخير وسأله بنبرة حادة:
-إنت؟
مشى نحوه بثبات وهو يردف بهدوء:
-إهدى يا براء عشان أختك وتعالى نتكلم برا
إندفع براء نحوه بغضب وهو يقول:
-أهدى إيه، إنت مجنون، إنت بتعمل إيه هنا، وعملت إيه في أختي؟!
وكاد أن يسدد له لكمة لكنه أمسك يديه بسرعة وأنزلها وهو ممسدك بها، ليقول بعدها بنفاذ صبر:
-قولتلك إهدى، متخلنيش أندم إني جبتك
كاد براء أن يتفوه، لكن سبقه هو بـ:
-تعالى نطلع برا ونتكلم
زفر براء بحنق، بينما ترك الأخير يده بهدوء، ليخرجا بعدها بسرعة.
نظر براء له ينتظر التفسير ثم قال:
-إتفضل يا صهيب وضح!
بدأ صهيب يقص عليه بهدوء:
-أنا وأختك إتجوزنا
إتسعت عينا براء، وصاح به:
-أنا بتكلم بجد على فكرة
رد ببساطة:
-وأنا كمان بتكلم بجد
أمسكه براء من ياقة قميصه وأردف بغضب:
-إنت بتكلمني عن أختي يا متخلف، وأختي عمرها ما..
تلونت عينا الأخير بغضب هو الآخر ونزع يد براء من عليه، ثم أخرج ورقة ليريه إياها وهو يقاطعه:
-دي قسيمة الجواز، وأولاً أنا مجبتكش عشان نتخانق، ثانيًا أختك مغلطتش في أي حاجة
نظر براء في الورقة بغضب بعد أن تأكد ورد عليه بإنفعال:
-أنا عارف، جويرية مستحيل تعمل كدة إلا إما يكون فيه سبب قوي
ثم نظر له بحدة وسأله:
-هددتها بإيه؟!
أجابه صهيب بضجر:
-إسكت وسيبني أكمل
زفر براء وأشاح وجهه، فتابع صهيب بهدوء:
-أنا اللي خطفتها من كام يوم، وكنت بهدد أختك بيك لو متجوزتنيش، وهي وافقت بعد ما أبوها مات وخافت تخسرك إنت كمان
كان يتفوه بالترهات وكأن شيئًا لم يكن، وبراء ينظر إليه مصدمومًا بعد كل كلمة، ثم صمت صهيب فجأة ليتابع رد فعله، لكن براء لم يمهله، فقد هجم عليه في توه ولكمه في بطنه، وكاد يعيد اللكمة لولا أن صهيب أمسكه من يده بسرعة، فصاح به براء:
-أنا هقتلك، إزاي تخطفها يا...
قاطعه
صهيب بنفس الهدوء العجيب:
-إهدى يا براء قولت، الإنفعال دة مش هيفيدك ولا هيفيد أختك في حاجة الوقت.
لم يتوقف براء وأفلت يديه بسرعة وحاول ضربه من جديد، فعمد صهيب إلى قدمه وأوقعه أرضًا، ثم ثبته جيدًا في الأرض، ومع أن براء ظل يحاول مقاومته، إلا أنه ثبت يديه بقوة وبدأ يتحدث:
-قولتك مش جايبك عشان نتخانق، أنا عاوزك تساعدني
نظر له براء بكره وأردف ساخرًا:
-أساعدك إنت، إنت أكيد إتجننت..!
رد بهدوء:
-دة عشان أختك يا براء، مش عشاني
قال بإستهجان:
-آه أختي اللي إنت استغليت ضعفها في الوقت دة بالذات، وإتجوزتها!
وقف صهيب وتركه، ثم مد إليه يده ليوقفه، لكن براء أبى ووقف وحده، حينها أردف صهيب مبررًا بثبات:
-أنا مكنتش أعرف
رد عليه براء وعيناه مشتعلتان:
-مكنتش تعرف إيه؟
-إنه مات!
أشاح براء وجهه عنه، فهو قد علم قبل ساعة فقط من محادثة صهيب أنه قد توفي، تذكر حينما ذهب إلى منزلهما فلم يجد أحدًا وظل يتصل بهما ولكن لا فائدة، ثم قرر الذهاب للمشفى الذي يذهب إليه والدها كلما تعب، وعلم هناك أنه قد توفي البارحة.
وبالطبع هو لم ينتبه لهاتفه الذي كان مغلقًا منذ بالبارحة ونسي شحنه، ليتفاجأ بعدها بالكثير من الإتصالات الواردة من قِبَلها.

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن