الجزء الثاني ....الفصل الحادي والثلاثون :

Start from the beginning
                                    

إقترب منها وأخرج أحد السكاكين من جيبه، ثم إنحنى لمستواها وبدأ يقطع الحبل الذي يقيد يديها، ومنه إلى قدميها،
أما هي فقد كانت تنظر للجانب الآخر في صمت، لم تبدِ أي ردة فعل ...!

حين إنتهى من قدميها، وجدها تقف بصعوبة، وحين وقفت ترنحت للخلف قليلاً،
لم يقدم هو على مساعدتها، ولن يفعل ..!
لم تنتظر هي مساعدته، ولن تسمح بذلك ..!

ثوان فقط حتى إعتدلت ولم تعره إهتمامًا وهي تسير نحو الباب ببهدوء، حينها أردف هو ببساطة :
-إفتكري، قولتلك برضاكي أو غصب عنك هتوافقي !
إستدارت له بعد أن إستفزتها الكلمة من جديد وأجابته بحدة خفيفة :
-أفتكر إن عمر ما حد أرغمني على حاجة !
إقترب منها بهدوء، وبعد أن وضع يده في جيبه قال :
-أنا هكسر القاعدة دي
ردت بجمود :
-كان بينا إتفاق نبعد !
لم يعبأ بالرد وتابع محذرًا :
-أُدامك لحد بكرة الساعة تمانية، تتصلي بيا وتقوليلي إنك موافقة، وأنا هكون محضر كل حاحة، وإلا ..
كتفت يداها، وظلت ترنوه لبرهة قبل أن تسأله بتحدٍ :
-وإلا ..؟!
أجابها ببرود :
-أكيد متحبيش حد من أهلك يدخل في الموضوع !
إبتسمت له ببرود أكبر وهي تجيب :
-إنت مش هتعمل كدة صدقني !
رد بإبتسامة سمجة :
-عندك حسن ظن كبير بالناس !
أجابته بثقة :
-لأ، أنا عندي ثقة كبيرة بس بتحليلي للناس، و إنت مش هتعمل كدة عشان إنت مش متعود تخسر حاجة عاوزها !
نظر لها بذهول، ولم يعقب، فقدرتها على قراءة أفكاره رهيبة، كيف تعلم هذا ؟!
-أنا بالنسبالك تحدي جديد عاوز تغير بيه روتين حياتك الممل، عاوز تطلع بيه من المود !
بس المشكلة إني مش كدة، الحكاية فيا أنا ..
هدأت قليلاً وكأنها تناست من تحادث، ونظرت للفراغ وهي تتابع :
-أنا فيا حاجة غلط، عشان كدة قولتلك إبعد عني
رد عليها بنبرة غريبة :
-ما إنتي لو مكنش فيكي حاجة غلط مكنتش هستناكي تطلبي أبعد !
تنهدت بهدوء، ثم نظرت له للمرة الأخيرة قبل أن تستدير وترحل وهي تردف له :
-نسيت أشكرك عشان اللي إستضافوني عندك كانو بنات، برغم الطريقة الغير ظريفة اللي جيت بيها هنا !
ظل يرنوها وهي تبتعد بنظرات حائرة، ثم قال لنفسه :
-لو كنت بعتت رجالة كنتي قاومتيهم للنفس الأخير .. بس أنا واثق، هتبقي ليا قريب يا جويرية
فجأة قال لها بنبرة شبه عالية لتسمعها :
-بلاش ثقتك في نفسك الزايدة دي، أفعالي هتخليكي تعيدي حساباتك تاني ..
حين سمعته توقفت حتى أنهى حديثه، ثم إنصرفت بعدها دون أن تضيف كلمة

أغمض عينبه قليلاً وهو يتذكر ما طلبه من الفتاتان اللتان أحضرتها إلى هنا، حين طلب منهما ذكر أشياء تصرف إنتباهها عنه، فقد أراد ألا تعلم إلى أين يأخذانها ..
وأي شيء مقابل المال يحدث ببساطة، فهما قد وافقتا برغم أنهما ظنا أنه يعمل أيضًا في تجارة الأعضاء البشرية !

كان الإتصال بها وإخبارها بالأمر بسيطًا، لكن خطفها ولو لم يخفها سيكون له إنطباع أكثر حدة، في النهاية لقد حذرها وإلم تفعل سيتخذ هو الخطوة القادمة ..
حانت منه إلتفاتة إلى المكان حيث كانت تجلس هي، وسرعان ما ترك المكان وذهب ..

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقWhere stories live. Discover now