قبل أن يغير رأيه !

......................

تأكدت أن والدها في فراشه نائم ...
صنعت فنجان قهوتها ..
وتوجهت بها ساخنة إلى غرفتها ..

أغلقت الباب برغم عدم وجود سواها ووالدها في المنزل !
وأحضرت كتابها ووضعته على الطاولة بجانب القهوة وجلست على الكرسي ..
أمسكت القلم، وبدأت تدرس بعد أن قالت :
-بسم الله
ولكن قبل أن تمسك الكتاب تذكرت أمرًا، فأسرعت تمسك هاتفها وتتصل بأحدهم، وما إن وصلها صوته حتى قالت :
-وعليكم السلام، بقولك يا براء أنا في البيت ناو يعني متعملش حسابك تيجي تاخدني ..

لم تطل المكالمة ..
وبدأت بعدها تذاكر ..
مضى بعض الوقت عليها وهي منهمكة في الدراسة، حاولت التركيز فتركيزها يعمل في أي شيء بسرعة مثالية عدا الدراسة ولم تفهم هي لما يومًا !

لكن وبعد ما يقرب من الأربعة ساعات من المذاكرة المتواصلة ألقت القلم بعيدًا، والكتاب إلى حافة الطاولة ووقفت مردفة بحنق :
-هي السنادي هتخلص امت بقى، أوف !

نظرت في الساعة قبل أن تتسع عينيها وتتحدث بضيق :
-نسيت خالص
ركضت خارج الغرفة متجهة للحمام، وبعد دقائق خرجت منه مبتلة وذهبت نحو غرفتها من جديد وهي تُنْزل أكمامها، وإلى الخزانة إتجهت، وبداخلها نظرت، لتخرج بعدها إحدى عباءاتها السوداء وترتديها، وتتبعها بحجابها، لتأخذ القبلة بعدها وتبدأ بالصلاة ...

بعد أن أنهت صلاتها كادت تخلع عباءتها لكنها سمعت صوت طرق الباب ..

ذهبت نحو الباب وفتحته بهدوء قبل أن يطالعها و ...
-المفروض تفرحي لما تشوفيني، مش تكشري !
قالها هو حين رآها تعقد حاجباها بإندهاش لرؤيته
لكنها فتحت له الباب ليدخل وهي تردف بصوت منخفض :
-براء، إدخل ومتعليش صوتك عشان بابا نايم
دلف معها إلى أن قادته لغرفتها، أدخلته وأغلقت الباب ثم نظرت إليه لتردف ببساطة :
-إنت مش ليك أهل تقرفهم جاي تقرفني ليه ؟
لو بيده لها قائلًا :
-طب إستكي وإسمعيني، فيه النهاردة فيلم رعب هيتعرض والكل بيقول جامد و...
-زي بتاغ المرة اللي فاتت، إرحمنا يا براء، كل أفلامك شبه أفلام الأطفال !
قاطعته بضجر، فقام هو وإتجه نحو التلفاز قائلًا بتحدي :
-دة جواه جن وتعاويذ وهتخافي
إبتسمت بثقة قائلة :
-يا شيخ !
ضحك براء حينها، وفتح التلفاز متحدثًا بنبرة ساخرة :
-كون إنك مبتخافيش خالص دي مش مشكلتي أنا !
هزت كتفاها مبتسمة وهي تصعد على السرير، وتجلس عليه لتردف بعدها بهدوء :
-طيب أنا أصلًا زهقانة ..
هي تعلم أنها لن تخاف، ولن يدخل الرعب أي جزء من قلبها، فمنذ صغرها برمجت نفسها على أن كل ما في التافاز خيال، وهل يصح للمرء أن يخشى الخيال !
وحتى ولو كان هناك بعض المشاهد الواقعية، الأمر ليس مجرد برمجة فهي حقًا تفتقد كثيرًا شعور الرعب والخوف، إلا أنها لم تجربهما يومًا ..
ربما لأنهما استبدلا بالألم !

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن