19

31.7K 647 10
                                    


الفصل التاسع عشر :


رجلٌ يقطر ماءًا، والمشدوهين حوله يرقبونه ...

هدوء عجيب سيطر على المكان، وألجمت الصدمة الجميع !
وهو ظل ينظر في أثرها وإختلطت مشاعره بين الغضب، وشعور غريب بالظفر ..
ومع أن الثمن كان باهظًا ...
رؤيتها غاضبة لا يقارن مع أي شيء آخر ..
أو ربما هو لم يستوعب ما هو فيه بعد !

ولنقل أن ما أخرجه عن شروده ...
ضحكة ذاك العجوز القادم من بعيد، ونظراته الهزلية برغم الدهشة التي تسيطر عليها ...
نظر له صهيب حين سمع صوت ضحكاته، وإحتدت عيناه فقد بدأ يستعيد نفسه من تلك اللحظات، ونظر لثيابه المبللة مرة، وللعجوز الذي وقف أمامه توا أخرى، وحينها أردف بنبرة غاضبة، حادة :
-إنت بتضحك على إيه ؟
صمت قليلًا قبل أن يتابع بنبرة أكثر حدة :
-وإيه اللي حابك هنا أصلًا !
هدأ المقابل له، ودنى منه أكثر وهو يقول بنبرة متعجبة :
-إنت بجد سبتها تمشي كده ؟!
عقد ساعديه أمام صدره وأشاح بوجهه بعيدًا عنه، فماذا يقول، أيقول أنه قد فقد القدرة على الرد، أو أنه من كسب تلك الجولة الآن ...
هي تعلم جيدًا أنها وبرغم ما فعلت خسرت أمامه الآن !
لم تخسر قوتها، لكن خسرت تماسكها الرهيب !
إذًا نقطة ضعفها هي أقرب الأشخاص لها، وحينما ترى أنها قد خسرت التحدي ستنهار تمامًا ..
أي أن عليه فقط أن يجرج ذاك الخائن من السجن ثم ...

-صهيب !
أردف بها عقاب بنبرة عالية ليخرجه من عالمه الخاص ..
نظر له صهيب بضيق وأردف :
-عاوز إيه ؟
-الأسستم الجديدة إتصلت وبتقولي إنها عمالة ترن عليك وموبايلك مقفول و..
زفر صهيب وقاطعه بإقتضاب :
-إنجز
تضايق عقاب من نبرته تلك، مع أنه معتاد على تقلب نبراته، لكن هذا لا يجله سعيدًا، لكنه قال حينها بإنزعاج :
-بتقولي فيه إجتماع النهاردة بالليل الساعة آآآ ...
قاطعه للمرة الثانية وهو يسير بعيدًا عنهما :
-إلغي كل حاجة النهاردة يا عقاب
نظر عقاب له ثم نظر إلى الذي يقف بجانبه وأردف بضيق :
-شوفت بيتصرف إزاي معايا يا رحيل !
رفع رحيل يداه بإستسلام، وهو يرنو صهيب السائر بعيدًا وببساطة قال :
-والله ما باليد حيلة، أنا مليش حكم عليه !
صمت هو قليلًا قبل أن يحول ناظريه لعقاب ويسأله بإهتمام :
-أومال مين البت اللي كبت عليه ماية دي، وازاي سكتلها !
هز الأخير كتفه، ثم هز رأسه أي لا يدري، وتابع الرد بالحديث قائلًا بهدوء :
-أنا مش عارف، وأول مرة أشوف صهيب كده !
-وأنا كمان، بس شكله بيخطط لحاجة أنا عارفه كويس، ولو البت دي مكنتش مشت الوقت صهيب مكنش هيسيبها هي واللي معاها !

..............

كانت السيارة تسير بسرعة رهيبة،.. تلك السرعة التي تعطيك إنطباعًا أن صاحبها إما أنه مجنون !
أو لربما يكون مجنون !

-يابت إتهدي بقى أنا غلطان إن خليتك تسوقي
قالها براء غاضبًا وهو ينظر لها ..
فلم تجبه، بل شعر هو أنها لم تسمعه حتى ..
حين طلبت أن تقود كانت هادئة وشعر هو أنها لم تمر مرور الكرام، المشكلة الآن أنها إن إتضمت بأي شيء سيُسمع غدًا عن حادث مروع في هذه المنطقة ..
رائع !

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن