18

30K 703 21
                                    

  الفصل الثامن عشر :

ترجل هو من سيارته أمام إحدى البنايات البسيطة البنى ..
وسار للأمام قاصدًا إياها ...
كان وجهه يبدوا عليه بوادر القلق اللمتزج بالضيق والحزن ..
وعيناه كانتا هادئتين يظهر بداخلهما بعض الحيرة ...
سائر هو مريح حاجبيه، عاقد ساعديه، وبهدوء شديد تتفحص المكان عينيه ..

وحين دخل تلك البناية، صعد الدرج بسرعة، مر بالطابق الأول وتركه ثم الثاني فالثالث، وأخيرًا الرابع ...
توقف أمام إحدى المنازل ورن الجرس ..
ظل ينتظر أي إجابة لكن لم يسمع شيء، فرن الجرس من جديد ..
أيضًا لا أحد يجيب، ...
أعاد طرق الباب، ثن رن الجرس وكرر الأمر عدة مرات وكل مرة كسابقها ..
لا فائدة
بدأ يشعر بالقلق وقرر أن ...
إتجه نحو المنزل المجاور وبدأ يرن الجرس ..
وما لبث أن فتحت صاحبة المنزل، ثم نظرت للطارق بحيرة وهي تقول :
-أيوة !
أشار هو نحو ذلك المنزل المجاور لها قبل أن يسألها :
-لو سمحتي متعرفيش صاحبة البيت ده فين ؟
هزت رأسها نافية ثم أردف بنبرة جادة :
-قصدك فيروز وأمها !
أومأ هو رأسه منظرًا إجابتها فتابعت هي بنفس النبرة :
-لا والله هي من كام يوم مجاتش هنا، أنا متعودة أسمع صوت بابها بيتفتح بس من يوم ما أمها مشيت وأخوها إجى أخدها، مرجعتش البيت
-طب متعرفيش ممكن تكون فين ؟
-لأ معرفش والله
أومأ رأسه لها شاكرًا وهو يقول :
-طيب شكرًا، وآسف على الإزعاج
إبتسمت هي له مجاملة إياه وقالت :
-الشكر لله، عن إذنك بقى
ثم قامت بإغلاق الباب بهدوء ..
نظر هو نحو منزلها نظرة أخيرة قبل أن يرجع من حيث أتى ..
ولا يفكر عقله إلا فيها، وأين قد تكون الآن ؟ ولما لم ترجع ولم تتصل حتى بوالدتها تلك ليست عادة عندها !

حين وصل للأسفل مرة أخرى لم يكن لديه أي خيار ليذعب إليه ..
فهو لا يعلم إلى أين ذهبت وماذا حل بها !

لحظة واحدة فقط، أين كانت تعمل ؟
يتذكر أنه أوصلها مرة بسيارته حين ...
حين ذهبنا في زيارة لهم وعرضت عليها أن أوصلها فوافقت لتأخرها ..
بالطبع لربما إذا وصلت هناك سأجد أي خبر يدلني عليها

ركب سيارته فجأة وإنطلق بها قاصدًا مقصده .....

.....................

كان يقود سيارته بسرعة شديدة ..
لكن ذكراها تتحداه ينغص عليه متعة الهواء الطلق، ليس مجرد تحدي ... بل نفذته حين بدأت تهاجم بشراسة ...
ما يضايقه أنه تفعل ما يخشى أعالي مجتمعه أن يفعله !
وهي فقط مرأة !
لا يصدق هو أن وراء كل تلك الهشاشة قوة !
يكاد يقسم أنه يرى عينيها حزينة تتألم، يراها كما يرى نفسه كل يوم ..
ولكن قوتها وإنطلاقها ثم هدوئها وسكونها وبرودة أعصابها تجعله يعيد التفكير

لم يخطئ يومًا في حق النساء عندما قال أنهم أفاعي !
فهاهي سممت أفكاره من جديد، محاولًا تحليل شخصيتها المريبة ..
ثم يعود بأفكاره عند تلك اانقطة من جديد ..
هي حية لا تقربها فتلدغك ..

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن