...................

كان صهيب نائمًا، فقد قرر أنه لن يذهب للعمل اليوم، ولكن فجأة دلف رحيل إليه ..
وأخذ يناديه بصوت منفعل :
-صهيب، قوم !
إستفاق صهيب على إثر صوته العالي ونظر له ليقول بعدها ببرود :
-رحيل إقفل الباب عاوز أنام !
إغتاظ رحيل ونزع عنه الغطاء بالكامل، فزفر صهيب وجلس على السرير ، ثم أردف بغضب :
-فيه إيه !
دنى منه رحيل وجلس بجانبه وهو يقول غاضبًا :
-إنت إمبارح كنت في القسم !
فهم صهيب ما يحدث، فإستند برأسه على السرير، وقال :
-أيوة
إستشاط رحيل أكثر وهو يسأله :
-ومقولتليش ليه
أجابه ببرود :
-عادي
إغتاظ منه رحيل ومن إجاباته المستفزة، فأردف بـ :
-صهيب، بطل الطريقة دي وقولي إزاي تسيبهم يمسكوك و .. وإنت ليه مقولتايش أجيلك
زفر صهيب ونظر له ..
هو يعلم أنه لن يتوقف إلا حين يجيبه، وخاصة أن ملامحه توحي بالقلق مع أنه أمامه !

أجابه حينها بهدوء :
-الموضوع مكنش مستاهل يا رحيل، وبعدين محدش مسكني أنا روحت بنفسي وإديتهم إفادتي !
هدأ رحيل قليلًا، ثم أعاد النظر إليه وسألة :
-طب ... طب حد عملك حاجة هناك !
هز صهيب رأسه نافيًا وأجابه بهدوء :
-لأ متخافش
-طب هو بيجاد بجد إعتدى عليها !
-أيوة

ضيق رحيل عينيه في حيرة وهو يقول :
-أومال ليه كدبت !
أجابه صهيب دون تردد :
-عشان أطلعه من السجن ..
عقد حاجباه غير مقتنع، ففهمه صهيب وقال بهدوء :
-و ... وعندي أسبابي الخاصة برضوه !

......................

واقفة هي أمام الشرفة، تستنشق هواءها العليل ..
تشد نسمات الهواء خصيلات شعرها فيرجع للخلف، ثم يتذكر أنه مقيد من جذوره فيزداد الهواء إشتدادًا عله يسحبه مع تياره ..

رغم كل الحزن في قلبها، طفت سعادة صغيرة ملامحها ..
في النهاية لم تقتل هي أحدًا لتنعم بحياة أفضل !
وأخذ هو ما يستحقه من عقاب ...

زفرت لتخرج تلك النيران المتأججة بداخلها، فنعم مجرد سجنه قليل ليكفيه عقاب، فحين علمت ما ألحقه بغيرها ازداد شعورها بالكره نحوه ..
وأقسمت أن تكون عونًا لتلك الفتاة .. إن إحتاجتها ..
-مدام كاثرن !
إستدارت كاثرن لترى من يناديها، وحين طالعتها تلك الشابة بهدوء :
-What !
أجابتها الفتاة بنبرة طبيعية :
-ماما قالتلي أطلع أشوف حضرتك لو عاوزة حاجة !
هزت كاثرن رأسها أي لا، وإقتربت منها وهي تقول :
-لأ مش محتاجة حاجة ناو، بس إنتي مين !
إبتسمت لها الفتاة وقالت :
-أنا ماسة بنت سلمى اللي بتشتغل عندك هنا
أومأت كاثرن رأسها عدة مرات، ثم سألتها بإتزان :
-عندك كام سنة !
-عندي 16
لم تعقب كاثرن، ثم إستدارت نحو خزانة ثيابها وفتحتها، وأخرجت منها علبة فضية، وذهلت بها نحوها ثم قالت :
-ممكن طلب
-إتفضلي !
مدت كاثرن يدها لها بالصندرق الفضي، فأمسكته الفتاة في عجب، وسألت بفضول :
-إيه ده !
إستدارت كاثرن ومشت عدة خطوات وهي تقول :
-دي كل المجوهرات اللي جوزي جابهالي، خديها أو إرميها، إعملي فيها أي حاجة عشان بتفكرني بيه !
نظرت الفتاة لها فاغرة فاها، وفتحت العلبة للتأكد، ثم قالت حين وجدت كم المجوهرات التي بها :
-إنتي ... إنتي واثقة يا هانم !
-أيوة واثقة خديهم يلا
قالتها هي بهدوء وهي تتجه نحو الشرفة مرة أخرى ..
ستتخلص منه ..
نعم ستفعل ..
منه ومن ذكراهُ ..

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن