-لأ يا جوري، هي شوية أكيد وهتفتح تلفونها، وهتصل بيها ...
كادت جويرية أن تتحدث إلا أنها سمعت طرق الباب، فنظرت نحو فيروز وقالت :
-أكيد ده براء !
أومأت رأسها وأخذت الإسدال القريب منها على الأريكة، وارتدته..
ثم قالت :
-خلاص روحي إفتحي
أومأت جويرية رأسها، وذهبت نحو الباب وفتحته ..
وبالفعل كان براء، لكن وجهه قد إمتزج به الغضب، والحنق..
-أدخل !
قالها هو متسائلًا بهدوء قدر الإمكان ..
فأجابته هي بعجب من حالته بـ :
-إدخل
دلف هو، بينما ظلت جويرية تنظر له منتظرة تبريره على حالة الغضب تلك
وقبل أن تتفوه هي بكلمة، وجدته يخرج ورقة من جيبه مطوية ويعطها لها قائلًا :
-دي حتة من جرنال إقرأي كدة
فتحتها جويرية لتقرأها بينما إقتربت منهما فيروز وتساءلت :
-فيه إيه !
إمتلأت عينا جويرية بالغضب بعدما قرأت نص الجريدة، والذي هو كالآتي "ومساءًا وفي ستار الليل إعتدى السيد بيجاد رشوان صديق رجل الأعمال الشهير صهيب قصي على سكرتيرة المكتب الخاصة، وبعد التحقيق أنكر هو وصديقه كل ما حدث، ولكن إختلفت أقولهما و على الجانب الآخر كان ..."

نظرت جويرية إلى براء وزفرت في التو، فنظرت لهما فيروز بضيق وقالت :
-ماتفهموني فيه إيه !
لم تُرد جويرية أن تريها المقالة، لكن في ذات الوقت لا مفر من الأمر..
ستراه في أية حال !
وفجأة وجدتها جويرية تنتزع الورقة منها وأخذت تقرأ ما فيها بتروٍ ..
حينها دمعت عيناها، ولم تستطع التحكم في ما ينهمر من من مآقيها ..
نظر لها براء بحزن، وغضب مختلطين، ذاك المقال قبل أن ينصفها، سيدمر سمعتها، والآن ستذكر على لسان الجميع ...
أو لربما أخذوها في الأمثال، فتقول أم لإبنتها، إحذري يا بنيتي لكي لا يصيبك ما أصاب فيروز !
لما لا يفكرون في مشاعر البشر قبل أن يفكروا في السبق الصحوفي خاصتهم !

ولم يكن لدى جويرية رأي آخر لتضيفه، عدا أنها شعرت بالألم حقًا مما أصاب صديقتها ..
فاليوم إعتُديَ عليها ..
وغدًا الفتاة المُعابة !
ما أروع مجتمعنا الشرقي !

حقًا ما أروعه !

إقتربت منها جويرية وأخذت منها الورقة ومزقتها إربًا ..
ثم نظرت لها بجمود، وبدأت تمسح لها ما سقط من عبرات، قبل أن تقول :
-بتعيطي ليه الوقت !
نكست الأخرى رأسها، وبنبرة حزينة قالت :
-ماما هيجرالها حاجة لو عرفت الخبر ده !
ضمت جويرية وجهها بكلتا يديها، ورفعت رأسها قائلة :
-مامتك في البلد هناك مش هتعرف أي حاجة، إنتي عارفة في الأرياف آخر همهم المكتوب في الجرايد
-ولو عرفت !
-صدقيني مش هتعرف حاجة إن شاء الله

وضع براء يديه في جيبه، وفكر أن يخرجهما من تلك الحالة بأي طريقة فقال بنبرة شبه طبيعية :
-اللي حصل ده على فكرة بيقوي موقفنا أكتر، وكمان كون إن الجريدة تدعمنا دي حاجة كويسة جدًا ..
نظر كلاهما إليه ببعض الأمل، فتابع هو :
-بطلوا نكد شوية، ويلا عشان بزور عمي عبد القدوس ..

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقWhere stories live. Discover now