...................

كان صهيب يعمل على حاسوبه الخاص، وحين سمع صوت سيارات الشرطة بدى على وجهه ملامح العجب ...
حقًا أنفذت تهديدها !
نظر في ساعته.. العاشرة والربع ..
-بجد فكرتها مش هترجع !

أغلق حاسوبه، وإنتصب واقفًا، ثم سار عدة خطوات ليراهم من خلال النافذة في مكتبه ...
وحين رآها ورآى رجال الشرطة بجانبها، وأحد آخر لا يعلم من هو تأكد أنها بالفعل نفذت تهديدها ..
لكن
من ذاك الممسك بيدها !

إبتعد عن النافذة وقرر أن يذهب لإستقبالهم بنفسه ...

...................

كان بيجاد في منتصف الطريق حين سمع صوت صافرة سيارة الشرطة، لكنه ظن أنه يتوهم ...
فكيف ستأتي الشرطة بدن دليل ملموس !

لكن الصوت لم يتوقف وحين إقترب من الباب وجد بعض رجال الشرطة يلجون إلى الداخل ..
جحظت عيناه وتسمر في مكانه لوهلة، قبل أن يرى نفس الفتاة تدلف إليه من جديد ..
-فيه إيه !
قالها بيجاد بنبرة منفعلة وهو يرهم يقتربون منه..
فأجابته جويرية بنبرة هادئة :
-غريب مش حذرتك الصبح !
نظر لها أحد الضباط، وسألها بروية :
-هو ده نفسه ؟
أومأت رأسها وهي تجيب :
-أيوة هو
أمرهم الضابط بنبرة عالية :
-إقبضوا عليه فورًا

ذعر الأخير فأنى لهم أن يأخذوه هكذا، وخاصة أنهم قد بدأو في تكبيله بالأصفاد !
وحاول الدفاع عن نفسه بـ :
-إيه ده إنتم عارفين أنا مين، وفيه أصلًا مذكرة إعتقال !
إقترب منه ذاك الضابط، وأخرج ورقة من جيبه وهو يقول :
-لأ أكيد إحنا مش بنتبلى عليك دي المذكرة
-طب أقدر أعرف إيه جريمتي !
-التعدي على سكرتيرة الشركة ومعانا أدلة تثبت الكلام ده، يلا إتفضل معانا
ثم صمت الضابط قليلًا قبل أن ينظر لباقي الضباط غير الممسكين ببيجاد ويردف بـ :
-وإنتم شوفو صاحب الشركة دي فين وإمسكوه

-أنا هنا
قالها صهيب بهدوء شديد وهو يتقدم عدة خطوات أمامهم، وحتى وقف أمام جويرية ..
ثم نظر لها نظرات غامضة وإبتسم ببرود وهو ينظر لها ويقول :
-لأ بصراحة عجبتيني !
نظر له براء بغضب شديد، كالذي أشعل فتيل القنبلة وإنتظرها لتنفجر..
وبنبرة نارية وهو يشدد على كل حرف من أحرفه أردف بـ :
-إلزم حدودك، إنت سامع !
رفع صهيب حاجباه مستنكرًا، وأردف بإستخفاف بـ :
-وإنت إيه دخلك !
زفرت جويرية من برود المنطقة، ثم عقدت ساعداها أمام صدرها، ونظرت لبراء وهي تردف بـ :
-بص يا براء، هذا الكائن ملناش دعوة بيه
جحظ صهيب عيناه مصدومًا من ردها، بينما لم يستطع براء تمالك نفسه فضحك ضحكة خافتة وهو يشيح وجهه لعدم إستطاعته إخفاء ضحكته

وبالرغم من أن الجو كان مضطرب إلا أنها إستطاعت إضحاكه، والعجيب أنها لم تقصد أن تفعل فهي كانت تتحدث بجدية !
كاد صهيب أن يتحدث ليفرج عن غضبه ذاك الذي أشعلته هي، لكنه وجد الشرطي من خلفه يقول بجدية :
-دلوقت يا باشا إنت لازم تيجي معانا على القسم علشان ناخد أقوالك
إستدار صهيب ليواجهه بنظراته الصارمة، وبنبرة منفعلة قال :
-نعم !
-معلش لازم تيجي معانا حالًا
إستدار صهيب بنظره ليراها ..
يال تلك الإبتسامة الباردة المستفزة التي تعتلي ثغرها، هل سلطها أحدهم علي !
-إحم يا باشا !
نظر صهيب لشرطي بعد ان إشتفاق من شروده، وحدجه بنظرات قاتمة وهو يردف بـ :
-ماشي
ثم شدد على حروف كلمته المُقالة بنبرة حادة :
-جاي

عصفورة تحدت صقر.......للكاتبه فاطمه رزقWhere stories live. Discover now