{ ٣٥ } سَجِينةٌ حُرَة، و حُرَةٌ سَجِينَة ..

Start from the beginning
                                    

"أ لست جائعًا؟ عليك أن تنهض لتأكل شيئًا" تساءل لألتفت له من جديد ثم أومأت له بالنفي متمتمًا من بين أنفاسي: لست جائعًا

ثم سحبت يدي علي وجهي ببطء حتى أستفيق و أنا أتثائب بقوة "عليك أن تنهض لتأكل شيئًا" كرر جملته لألتفت له ببصري و أنا أستند بيداي علي صدري .

تنهدت بهدوء غير آبه لما يقول ثم نهضت عن السرير بتكاسل متجهًا الي دورة المياه و أنا أبعثر شعري بيدي بسرعة و أشعر به يلاحقني ببصره, دلفت الي الداخل ثم فتحت الصنبور, انحنيت و ملأت كفاي بالماء البارد الذي ألقيته علي وجهي بسرعة في محاولة لأستفيق من هذا النعاس الذي يجذبني بقوة للعودة الي النوم, خرجت من دورة المياه ببطء لأراه متوقفًا كالصنم أمامي فتوجهت نحوه بنظرات تساؤلية .

زفر بهدوء ثم اقترب مني و أحاط كتفاي بذراعه "هيا" قال بصوت واضح وهو يربت علي كتفي و يدفعني للخارج بهدوء, نزلنا السلالم حتى البهو و منها الي المائدة بغرفة الطعام لأجد كل أفراد القصر جالسون و الطعام في الأطباق أمامهم, التفتوا لي ما إن دلفت برفقة هاري و كأنهم كانوا في انتظارنا .

سحب هاري ذراعه بعيدًا عني بعد أن أوصلني الي الكرسي الخاص بي, سحبه بخفة للخارج "تفضل" قال برسمية مازحًا لأبتسم بخفة ثم جلست علي المقعد و أنا أزحزحه حتى أعتدل في مجلسي بينما ذهب هو ليجلس في مكانه وبعد لحظات بدأ الجميع في تناول الطعام في صمت تام .

أثناء تناولنا للطعام التفت الي جواري لأري مقعدين فارغين اللذان هما من أجل دنيا و هبة, أنزلت الشوكة عن فمي ببطء وأنا شارد تمامًا بالكرسيين, تذكرت أختي التي كانت دومًا تفتتح الأحاديث أثناء تناولنا الطعام فمنذ أن رحلت و نحن نتناول الطعام في صمت قاتل! كذلك تذكرت هبة, حين سحبتها من يدها قبل أن تُنهي طعامها لأعاقبها فقط لأنها تحدثت مع وليها! كانت تلك أول و آخر مرة تتناول فيها الطعام مع العائلة ..

"أتريدون سماع نكتة .. ؟!" تساءل هاري أخرجني من شرودي فالتفت له بسرعة .. أعتقد أنه يحاول تلطيف الأجواء .

"أرجوك هارولد, أنت آخر شخص قد أسمح له باطلاق النكات في قصري" قال أبي مازحًا لينفجر الجميع ضاحكين حتى أنني ضحكت بخفة .. فليسامحوني علي ذلك, فكلما ابتسمت حتى أشعر بتمزق قلبي .

"لقد انتهيت" قُلت و أنا أنهض عن مقعدي لينظروا لي جميعهم فورًا .

"أنت لم تنهي طبقك بعد زين" قالت صفا بهدوء وهي تشير لي بالجلوس .

"لقد شبعت" أجبتها ثم اتجهت للخارج .

لكن وليها استوقفتني "لقد قال ليام بأنه يريدك في مركز الشرطة ما ان تستيقظ" قالت فالتفت لها بتعجب قاطبًا حاجباي .

"و لما .. ؟!" تساءلت بتعجب فرفعت كتفيها بخفة هامسةً: لست أدري

أومأت لها "حسنًا, سأذهب اليه" قُلت ثم خرجت من الغرفة و صعدت السلالم الي غرفتي بسرعة .

MALIK | سُموُ الأمِيرِ زِين جَوَاد مَالِك ✔ (Completed)Where stories live. Discover now