{ ٢٦ } آسـِـف, زَهْـرَتِي ..

9.1K 498 98
                                    

مرت ساعة أخري و لويس لا يزال في غرفة العمليات بينما وليها, زين و نايل لازالوا يجلسون بالخارج و القلق يملؤهم، فجأة نهض زين عن جوارهما فالتفتا له بتعجب "إلي أين .. ؟!" تساءل نايل فالتفت له زين .

"سأحضر زجاجة مياه, أتريدان أن أحضر لكما شيئًا .. ؟!" قال زين من بين أنفاسه فأومأت له وليها .

"لا بأس أحضر لنا مياهً معك" قالت بخفوت بينما أومأ له نايل فأردف زين بصوت هامس: حسنًا
ليتجه الي الخارج بهدوء .

خرج من الممر وقد قابل ممرضة تسير في الخارج ليمسك بذراعها بهدوء فالتفتت له بتساؤل عما يريد "أحضري زجاجتيّ مياه الي الممر الثاني عند غرفة العمليات لأجل الأميرة وليها و الأمير نايل" قال بسرعة فأومأت له و هي تنحني احترامًا ليفلت ذراعها .

"أمر سموك" قالت بخفوت ثم اتجهت الي هناك بينما تحرك زين الي الخارج! و بالخارج أعني خارج المشفي تمامًا .

بخطوات سريعة تحرك بعيدًا عن المشفي, هو يعلم أن نايل و وليها ما إن يعلما بأمر رحيله سوف يأتيا للبحث عنه! لكن في نفس الوقت ان أدركا بأنه ابتعد لن يتركا لوي بمفرده و يرحلا، خرج من الباب الخلفيّ للمشفي حتى لا يراه الحراس فهو لا يريد احتكاكًا مع أي أحد, كل ما يريده هو أن يسير, يستنشق هذا الهواء النقي بدلاً من دخان السجائر الذي أرهق رئتيه, رفع رأسه الي السماء و هو يتنهد بقوة قاطبًا حاجبيه بسبب ضوء الشمس ليبتسم بخفة وكأنه يراه لأول مرة, حركاته تصبح أسرع في السير و كأنه فقط يريد أن يعدو كـ طفلٍ حر لا هموم علي كتفيه ولا آلام يشعر بها سوي تساقط أسنانه اللبنية !
نزل ببصره ليجد أن أقدامه قادته الي الطريق العام, يتلفت بعينيه حوله في كل مكان الي هؤلاء الناس من حوله اللذين يتحدثون و يمزحون, يتمني لو يصبح فردًا منهم و لو لساعة واحدة. كل ما يتمناه أن يعيش حياةً جديدةً بعيدةً عن المشاكل و العرش و القصر و الخدم و الحواش و الجاه و المال .. إلي آخره ..!

حرك رأسه بخفة و كأنه يزيل تلك الأفكار عن رأسه حتى لا يعكر صفو مزاجه, توقف أمام إحدي تلك المحلات التي تبيع الزهور, ظل يُحدق قليلًا بالمحل و بالاسم المُعلق أعلاه علي اللافتة بتردد تام, تنهد بقوة ثم اتخذ خطوات بطيئة الي الداخل و هو يدفع الباب الزجاجي بخفة ليرِّن صوت الجرس الصغير المُعلق أعلي الباب فالتفت صاحب المحل العجوز الي زين و هو يقترب منه و ارتسمت ابتسامة خفيفة علي وجهه الذي احتلته التجاعيد و علامات الدهر مُرحبًا به حتى توقف زين أمامه رادًا تلك الابتسامة بخفة و هو يطبق يديه علي بعضهما مستندًا بذراعيه علي الطاولة الفاصلة بينه و بين البائع ..

"أريد باقة زهور من فضلك" قال زين بخفوت بعد زفير هادئ ليبتسم البائع و هو يستند بكفيّ يديه علي الطاولة .

"أهي من أجل حبيبتك .. ؟!" تساءل مبتسمًا ليبتسم زين بحسرة و هو يطأطئ رأسه بهدوء و يعود الي زفيره .

MALIK | سُموُ الأمِيرِ زِين جَوَاد مَالِك ✔ (Completed)Where stories live. Discover now