{ ٢٢ } عـَــآلــِــقــَـةُ ..

9.2K 499 94
                                    

دلفوا الي القصر و هم يمزحون سويًا, مبتلين بالكامل بعد عراك المياه الذي خاضوه, الحرس و خدام القصر ينظرون لهم بتعجب بالغ، ضعوا نفسكم بأماكنهم؛ خمسة أمراء و خادمين, حارس شخصي و مدنيّ غريب عن القصر كانوا يلعبون في الحديقة بالمياه كالأطفال! و لعل أغرب شيء هو الأمير زين .. هو من يطلق النكات, هو من يمزح و يبدأ بالكلام و يشارك الأحاديث, يعبث بشعر هبة و يداعبها تارة, يمزح مع هاري و ليام و لوي و نايل تارة, يعانق اختاه و يداعبهم تارة أخري! حتى انه لم ينسي دارلا في المزاح و الكلام حتى أن القصر أصبح عبارة عن ضوضاء مصدرها هؤلاء الرفاق من البهو وقد وصلت الضوضاء الي الملك و الملكة مالك اللذان جاءا ليريا هذا المنظر و هم يمرحون سويًا كمجموعة من الأطفال حتى ان اعينهم تدمع من شدة الضحك لترتسم ابتسامتان واسعتان علي وجه كل من الملك و الملكة حين رأيا ابنهما قد عاد الي طباعه القديمة و خرج من هذا الجحر الكئيب الذي حبس نفسه فيه طيلة الستة أعوام الماضية .. !

"أعتقد أنه يتخطي الموضوع" قالت الملكة بخفوت مبتسمة فأومأ لها الملك و هو ينظر لها بينما بصرها معلق بهم .

انتهوا من اللعب وقد سار كل منهم في طريقه ليبدلوا ملابسهم و يعودوا الي اعمالهم بينما زين و هبة دخلا الي غرفتهما و هو يحوط كتفيها بذراعه بينما تسند يدها علي ظهره و الأخري علي صدره "لم أضحك هكذا منذ سنين" قال زين و هو يُسكِت ضحكاته بينما ابتسمت و هي تنظر له ثم ابتعدت عنه ببطء .

* وجهة نظر هبة *

ابتعدت عنه ببطء بينما اتجه هو ليجلس علي احدي الأرائك بالغرفة شبه  ممدد و هو يدندن كلمات احدي الأغاني بخفوت بصوته ذلك الذي يسحرني! كل ما أراه الآن هو زين و قد حرر روح طفلٍ بداخله كان يحبسها, أتدرون ما أراه ؟
أري شابًا .. ليس بأمير اطلاقًا بل محبوس في شخصية الأمير, شاب يريد التحرر, يريد المرح, المزاح, اللعب, يريد أن يعيش حياته, يريد أن يكون أصدقاؤه حوله ..
لا أدري ان كان هذا حقيقيًا أم لا .. لكنني الآن أري شخصًا آخر غير الذي كنت أراه, كنت أري شخصًا حاقدًا, نظراته تحرقني, صوته يدب الرعب في أعماق قلبي, يديه قاسيتان و ملامح وجهه باردة لكن ما أراه الآن أن صوته كنغمات أعشق الاستماع اليها, نظراته تشعرني بالارتياح بل و السعادة! ابتسامته تؤكد لي أن كل شيء سيكون بخير .. بالفعل أعشق ابتسامته تلك, ملامح وجهه التي تجبرك أن تشرد به و هو يتحدث ..

أنا عالقة! أو بمعني أصّح؛ أصبحت عالقة
حبستني, ضربتني و قيدتني و لكن لم أشعر يومًا بأني عالقة بهذا الشكل قبل الآن ..

عالقة في تلك الزنزانة, القيود تحوط معصميّ و ابتسامة تداعب ثغري سعيدة بكونك سجاني *

أصبحت لا أدري بشأنك زين .. ولا أدري بشأني و أنا معك, أيمكنكم أن تتخيلوا أن في نيتي أن أقوم بالمستحيل لجعله سعيدًا فقط لأراه يبتسم! و كأن ابتسامته أصبحت خمري الذي أُقْبِلُ عليه لأنسي همومي .

MALIK | سُموُ الأمِيرِ زِين جَوَاد مَالِك ✔ (Completed)Where stories live. Discover now