{ ٣٥ } سَجِينةٌ حُرَة، و حُرَةٌ سَجِينَة ..

8.3K 470 115
                                    

* وجهة نظر هبة *

بعد لقاء حار اتجهت بخطى بطيئة الي غرفتي, فتحت الباب بهدوء ليتخلل ضوء الرُدهة الي أركان الغرفة و تظهر معالمها قليلًا المُختبئة تحت ستار الظُلمة, سحبت يدي علي الحائط حتى وصلت الي مفتاح الاضاءة ثم قُمت باشعال الضوء لتظهر معالم الغرفة كاملةً, ظهر شبح ابتسامة عابرة علي ثغري ما إن رأيت غرفتها و كأني أراها لأول مرة أو بالأحري تذكرت حياتي الأصلية, هنا منذ طفولتي .. تلك الغُرفة التي تحتويني .. ليست التي كانت بقصر مالك, التي كنت أغرق في النوم بها لشدة الارهاق, التفكير أو البكاء ..

بخفة فركت عيناي لتفريغ عيناي من تلك الدموع التي تراكمت بها حين نطقت باسم ' مالك ' في عقلي, تنهدت بقوة ثم اتجهت للداخل و أنا اتفحص كل إنشٍ من الغرفة, استنشق جوها الذي طالما أحببته و أتمعن النظر بألوان الحائط التي كانت تُريح عنياي، فتحت الخزانة بحركة سريعة لأري كل ملابسي المُرتبة في مكانها كما تركتها تمامًا, بدأت أمرر يدي بينهم بخفة لألامس أقمشتهم بكفي و أنا أبتسم كطفلة صغيرة أحضر لها والديها ملابسًا جديدة في عيد ميلادها .. !

أغلقت الخزانة ثم اتجهت الي سريري المُريح و استلقيت عليه بسرعة وكأنني أعانقه باشتيــاق شديد, نهضت و توقفت علي السرير بينما أمسك بالوسادة في يدي, رفعت رأسي الي الأعلي وانا التفت الي الحائط لألاحظ تلك العلامات التي كنت أخططها علي الجدار و الحروف الصغيرة التي كنت أصِّف بها فتى أحلامي, اقتربت قليلًا و مددت يدي لأتحسس بأطراف أناملي ما قُمت بكتابته منذ أعوام بخطٍ طفوليّ , أ كنت ساذجة الي هذا الحد؟ لقد كنت أتمنى أميرًا لكي أكون أميرته ! يا الهي .. يجب أن نحذر دومًا مما نتمناه .

انقطعت سعادتي بالعودة الي المنزل ما إن سقطت عيناي علي تلك الأمنية التي تمنيتها في صغري! أ لهذا الحد كنت متأثرة بـ سندريلا؟ يا للهول فقد كتبت هناك: أريده أن يختارني من وسط الملايين ليحضر لي حذائي الذي سقط في حفلته
أريده أن يرقص معي ببطء تحت موسيقي هادئة ثم يصفق لنا الجميع

ألقيت بجسدي علي السرير ببطء و بصري مُعلق بالمكتوب علي الحائط, ليس هذا فقط! أشعر بأن روحي لازالت هناك .. أجل جسدي عاد للمنزل لكن روحي لازالت سجينة قلبه، لم أشعر بنفسي إلا و أنا أنخرط في نوبة شديدة من البكاء, القيت برأسي علي الوسادة التي ضممتها بقوة اليّ و رُحت في سُبات عميق .

-------- LONDON --------

* وجهة نظر زين *

زين, زيـــن .. تخلل صوت هاري الي مسامعي ليوقظني من نومي الذي حقًا لا أدري كم دام من وقت! نظرت اليه ببطء لأجده جالسًا بجواري ينظر لي و كأنه ينتظر أن يخبرني بأمر ما مستندًا علي فخذه بيده .

"ما الخطب هاري .. ؟!" سألته بصوت نَعِس تمامًا و أنا أقطب حاجباي و أنظر الي الساعة علي الحائط لأدرك بأنني نِمت قرابة الثلاث ساعات و نصف .

MALIK | سُموُ الأمِيرِ زِين جَوَاد مَالِك ✔ (Completed)Where stories live. Discover now