{ ١٨ } إنَّهُمـآ تُعـَـذِبآنِني ..

9.8K 550 117
                                    

"ما الأمر زين .. ؟!" تساءل ليام بقلق و عدم فهم فنهض زين و سحبه ليجلسه بجواره .

"ليام أرجوك, لا أستطيع التحكم بنفسي" قال زين هامسًا و هو يرتجف و يتصبب عرقًا، عيناه محمرتان و وجهه شاحب, ينظر لليام محدقًا و كأنه رأي شبحًا للتو و يثف كيف كان مظهره بينما الثاني ينظر له بقلق بالغ .

"لست أفهم زين" قال بتلعثم .

"انهما تعذبانني ليام" قال زين "أريد الأخذ بثأرها ولكن .. و لكن لا أريد الاستمرار في تعذيب هبة" أكمل بنبرة مرتجفة بينما بدأ ليام يخاف من مظهره .

"زين, أعتقد أنك تهلوس بسبب الحمي" قال ليام من بين أنفاسه و هو يربت علي كتف زين محاولاً طمأنته و طمأنة نفسه لكن زين صرخ به: لا !

"صرخاتها لاتزال بعقلي! صرخات استغاثتها" قال زين بخوف و هو يضع يديه علي رأسه "صرخات هبة مماثلة! انهما تعذبانني !!" صاح و هو يضغط بكفيه علي رأسه بقوة بينما أمسك به ليام ليهدأه .

"زيـن! زين أرجوك فلتهدأ" قال ليام بفزع "صديقي! أرجوك" أكمل و هو يساعده علي التمدد علي سريره من جديد بينما بدأ زين في البكاء بشدة .

"لم .. لم أعد أستطيع حتى النطق باسمها ليام" قال زين بصوت مكتوم بينما ليام يربت علي كتفه ليهدئ من روعه "لكني لازلت أتذكر .. لازلت أتذكر كل شيء و كأنه بالأمس" أكمل بنفس نبرته السابقة .

"لذلك حذرناك من الشرب زين! لقد أخبرناك بالذهاب الي معالج نفسيّ لكنك رفضت" قال ليام بمعاتبة "أنظر ماذا حدث لك؟ أنت ترهق أعصابك" أكمل .

"أريد قتلها لكن لا أريد! أريد تعذيبها لكن لا أتحمل سماع أصوات صرخاتها" قال زين بهمس و شفته السفلى ترتجف بشدة "لماذا لم يقتلني أنا بدلاً منها؟ لـمـاذا .. ؟!" صاح في كلمته الأخيرة و هو يغطي رأسه بكفيه من جديد .

"سيطر علي شيطانك زين! سيطر عليه .. أنت أقوي منه بكثير أخي" قال ليام مشجعًا إياه و مهدئًا بينما ظل زين يرتجف و يعيد: لماذا .. لما رحلت .. ما ذنبها .. حتى غط في النوم .

زين يحتاج الي شخص يظل بجواره لا أكثر, شخص يهتم به, يغفر له أخطاءه, قلبه طاهر لكن شيطانه يتحكم به! مع هبة يتحول الي طفل يحتمي بوالدته و مع ليام يتحول الي صبي يستمد القوة من والده .. هو فقط يحتاج الي من يؤنسه .

---- في نفس الوقت ----

في غرفة الملك و الملكة؛ كانت الملكة نائمة علي سريرها تبكي في صمت, الملك بجوارها يمسك بيدها برفق و هو ينظر لها بحزن, وليها و صفا بجوارهما ينظران لوالدتهما بشفقة دون أن يتحدث أحدهم بكلمة حتى قررت الملكة مقاطعة هذا الصمت ..

ابتلعت ريقها بهدوء "ياسر, لا أريد خسارة زين أيضًا" قالت بضعف شديد فالتفت لها الملك .

MALIK | سُموُ الأمِيرِ زِين جَوَاد مَالِك ✔ (Completed)Where stories live. Discover now