{ ٢٢ } عـَــآلــِــقــَـةُ ..

Start from the beginning
                                    

لم أفق من شرودي الا عندما رأيته يتقدم نحوي "فيما شردتِ آنسة هبة .. ؟!" سأل بخفة مازحًا و قد نظرت له بوجهٍ سارح ليقهقه بخفة .

"خذي ملابسكِ و اذهبي لتبديلها و الا أصبتِ بالبرد" قال بنبرة يظهر بها الاهتمام! ليس البرود كما عهدته ولا السخرية .. مجرد شعوري بالاهتمام في صوته جعلني استمع اليه و أنفذ فبالفعل قُمت بأخذ ملابسي و دلفت الي دورة المياه لكي ابدلها، تبًا زين كيف لك أن تكون هكذا ؟

خرجت من دورة المياه بعد ان انتهيت لكن لم أجده! ظللت أقلب بصري في الأرجاء حتى في الشرفة لكنه لم يكن موجودًا أعتقد بأنه خرج! أتمني لو أعلم فقط أين يختفي .. هو لا يظهر أغلب الوقت في القصر, فجأة يختفي ثم يظهر كما اختفي .

"ما خطبكِ هبة أفيقي !!" صرخت بصدمة و أنا أنظر الي نفسي بالمرآة! أخيرًا أفقت مما كنت عليه .. ما الخطب؟ لما أتحدث عنه بتلك الطريقة أصلاً؟ اللعنة علي هذا القلب ... اللعنة عليه حقًا !

فجأة شعرت بالضعف, ضعف شديد خاصةً عندما نظرت في المرآة؛ وجهي أصبح شاحبًا و عيناي تحوطهما السواد, الضعف الشديد يبدو عليّ! هو من فعل بي هذا .. هو من حولني انسانة مثيرة للشفقة بتلك الطريقة و يحرمني من العودة لرؤية أهلي فقط اللذين لا أعلم عنهم شيئًا, لا أعلم ان كانوا بخير أم لا .. أعذره لما يفعله فقد كانت الصدمة شديدة لكن أنا ليس لي ذنب .. لما يأخذني بذنب جريمة لم أقم بها .. ؟؟

جلست علي السرير لشدة البكاء الذي أصابني فجأة .. كأنه كان مكتومًا بداخلي و يريد الخروج, لا أستطيع التحكم بنفسي فأنا حتى لم أعد أفهم نفسي .. فقط سحبت تلك الوسادة التي بجوار اليّ لأدفن رأسي بها و أخرج كل ما كان يزعج نفسيتي .. لعل البكاء يريحني قليلًا من سجن مالك ذاك الذي لم أعد أستطيع التحرر منه بارادتي أو بدونها .

**

زين سحب ملابسه ليبدلها بسرعة فور دخولها دورة المياه, اتخذ خطواته خارج الغرفة نحو عالمه الخاص - كما يصفه بعقله - دلف و اتخذ مجلسه أرضًا بجوار الحائط مسندًا رأسه عليه و هو مغمض عيناه, معالم الحزن احتلت ملامح وجهه, فتح عيناه ببطء شديد و هو ينظر للسقف مُخرجًا هواء رئتيه الذي كان يحبسه كما حبس دموعه بعينيه بقوة, رفع يديه ليغطي وجهه بالكامل بكفيّ يداه ثم أخرج تنهيدة قوية من بين أنفاسه يتبعها نزول يديه عن وجهه بطء ليعود الي شروده و هو ينطق بكلمات خافتة مصحوبة بألم:

أكره أن هناك مشاعر اختارت أن تسكن قلبي دون العالم! أعلم أن ترككِ بيدي، لكن يدي تأبي الترك *

بهمس و نبرة مرتجفة قال كلماته السابقة, يفكر بقوة في تخابط مشاعره ذاك .. منذ اليوم الأول و هو هكذا! يشفق عليها و لكن شيطانه يتحكم به .. هو كما قال سابقًا مازال يشعر بأنها تعذبه ولا يمكنه أن ينكر كم يكون سعيدًا عندما يكون بجوارها, هو كان سيتركها ذاك اليوم تتخذ قرارها بالفعل سواء إن أرادت الرحيل أم لا .. لم يكن اختبار ثقة كما ظنته و لكنه لن ينكر أيضًا انه تمني أن تبقي، فنبضه أصبح يتسارع برؤيتها, أصبح الآن يريدها فحسب .. لعله نسي أمر الانتقام حتى أو ربما شيطانه الآن في هُدنة معه لكن ان اختار التوقف عن تعذيبها بحجة الانتقام كيف سيدعها ترحل وقد أصبح ثَمِلًا بها ؟ أولَم يحذره أصدقاؤه من الوصول الي الثمالة وكان يعرض ؟

"أرأيت ما أوقعت فيه نفسك يا مالك .. ؟!" تساءل بسخرية تامة و أسي علي الحال الذي وصل اليه معها فقد أصبح الآن يتذكر ابتساماتها و لطفها معه لترتسم ابتسامات لا ارادية علي ثغره يقاطعها تذكره لصرخاتها و توسلاتها التي لم يكن يسمعها في حينها .

هو فقط نهض عن الأرض و في نواياه أنه ذاهب لخارج القصر, ذاهب الي أي حانة ليثمل من جديد, لكن تلك المرة لا يريد أن يستدل عليه أحد فهو خارج من هذا القصر تاركٌ حميع خواصه بالداخل! حتى ليام الذي لجأ اليه في المرة السابقة الي حيث دلته ساقاه أصبح الآن معهم .. فقط يريد أن يتجه الي عالم آخر و ربما يفقد وعيه فكما ظن في عقله ان هذا قد يخفف عنه همومه و أوجاعه التي تطارده من الأصغر الي الأكبر في قصره و لعل ما يمنعه عن التقدم تذكره للهفة هبة حين اعتنت به و انتظرت الي جواره حتى تحسن، فلم يخبره احد الي الآن عن مرض والدته و اخته بسبب غيابه! خوفًا أن يُلقي بالأسباب علي هبة فيؤذيها مجددًا .

-----------------------------------------------------------

أما بخارج القصر فقد كان ليام يسير في طريقه ربما لقضاء شيء ما, سقطت بصره علي احدهم يتجه في طريق معاكس له, يتجه الي القصر نعم! فلا يبعد عن ليام و القصر الا عِدة اميال و ما من شيء آخر هنا .. هو فقط لم يصدق حين رؤيته و كل ما شعر به هو غليان الدماء في عروقه ان يري هذا الوضيع - كما وصفه - هنا و بالتأكيد هو يأخذ خطواته الي القصر فما من شيء قد يشغله هنا سوي مالك !

اقترب منه و قد نظر له بتعجب بدوره بينما ليام يقف و الغضب يتملك من ملامح وجهه "ما الذي تفعله هنا .. ؟!" سأله بتعجب و نبرة استهزاء ليمسك ليام بمقدمة ملابسه و يدفعه للحائط حتى يصطدم ظهره بقوة و هو يصرخ به: ما الذي تفعله أنت هنا يا سافل يا عاهر

----------- Stop -----------

إيه رأيكم في البارت ده .. ؟!

تفتكروا هيحصل ايه بعد كدة .. ؟!

زين هيروح يشرب تاني .. ؟!

مين اللي ليام شافه .. ؟!

و عايز ايه من القصر .. ؟!

عايزة كابل نيم لـ زين و هبة 😍😍

---------------------


الكلام اللي كان جنبه " * " نجمة مقتبس من كتاب: فاض من قلمي لـ chasing_liberty

مبدعة فعلاً و كلامها بيشدني *--*

Vote and comments, please

MALIK | سُموُ الأمِيرِ زِين جَوَاد مَالِك ✔ (Completed)Where stories live. Discover now