الفجر الواحد والثمانون

ابدأ من البداية
                                    

أدار وجهه جانبًا يرى ليل متمعنًا فيها وارتفع حاجباه يتهكم " هل أتيتِ بقطعة بسكويت ناعم لتحميكِ من أنياب ذئب !! "

رفعت حاجبها مهاجمة بهدوء " لا يخدعك مظهرها الرقيق .. جبارة تنهشك دون أن تجد أنت من مخالبها منفذا ، ثم أنها لم تأتي لحمايتي .. فأنا قادرة على حماية نفسي "

تحولت نبرتها لأخرى حادة وأكملت " والآن انجز .. هل تتوقعني متفرغة لك .. هات ما عندك "

 

أومأ ببساطة ثم مد يده لجيب بنطاله يُخرج ورقة ما ويعطيها لها .. عقدت حاجبيها تمسك بالورقة لتقرأها بهدوء لحظي سرعان ما تبدد أمام اشتعال عينيها فتصوب وجهها المحتد له مبادرة بوقاحة " على الأغلب مخك سميك .. وتريد اعادة الاستماع للوصلة الشعبية الرنانة التي أطلقتها على مسامع أبيك قبلك !!! "

" نورين اسمعيني .. "

قاطعته بنفاذ صبر ترمي الورقة في وجهه قائلة من بين أسنانها " أكفِ بها جوعك وجوع أبيك .. لست بحاجة لقرش منكما .. اغرب عني "

" نورين " ردها بصوتٍ عالٍ يمنع كلامها المنفعل فاستجلب نظرات البعض واستنفرت ليل المراقبة عن بُعد قصير ..

 

زفر محتدا ثم انحنى يلتقط الورقة التي وقعت على الأرض و " هذا المال ليس لكِ .. هو لأمك .. حق أحلام "

برقت عيناها تشهر قبضتها " حق أحلام تأخذه منكما أمام رب العالمين .. حيث يوم لا ينفعكما فيه مال "

احتج غاضبًا " هذه المرة الثانية التي تجمعينني فيها معه بأذية أحلام .. تقريبا لستِ منتبهة أو تتغافلين عمدا عن كوني كنت مجرد طفل بعمر السادسة ! "

أطبق فكيه يبتلع سخطه عائدا لهدوئه و أردف " ماذا تعرفين أنتِ عن أحلام يا نورين ؟ .. هل تملكين حتى ذكرياتٍ عنها !! "

رفعت حاجبها " وهل تملك أنت "

غامت عيناه بشيء غريب ولم يرد مباشرة إلى أن تنهد قائلا بتباعد " لم آتِ مشاركًا معك ذكرياتي .. يكفي أن تعلمي أن أحلام كانت تعني لي أكثر مما تعنيه حتى لكِ .. ولا أكترث إن صدقتِ أو لا "

تأففت بملل " أنت ماذا تريد مني بالضبط ؟ "

مد لها الورقة قائلا بمهادنة " أن تأخذي المال يا نورين "

رفضت بثبات معتزة " أنا لا أقبل حراما "

رفع عينيه يرمق مقلتيها بتركيز غريب جعلها تتسمر متوجسة ..

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن