تابع الفجر الثالث و الأربعون

4.4K 214 41
                                    

مساء الفل 💖
مين منتظر فصل جديد 🙈
بقيتو طماعين وبتطلبو فصل أول بأول ، بس أنا بحبكم ومش حابة أتأخر أكتر 😍
هنزلكم باقي الفصل اللي فات
أكيد انتبهتو إن اللي فات كان قصير
بس الباقي بتاعه بحجم فصل
يارب يعجبكم ، ومننساش الفوت وقولولي آرائكم عشان بحب أقرأها جدا 💫🥳

...............

" البرد صعب التحمل .. أليس كذلك " نطق بالسؤال شاردا في متابعة أنامله التي يعدل بها من شكل الجورب في يده .. بينما كان يجلس فوق السرير قرب قدمي أمه الممددة .. يحتل الغرفة الصمت المطبق لولا نثرات أحرف مُفرقة تند عنه في جمود بين حين وآخر ..

 

لم يصله ردا وللعجب لم ينتظر وقد تقبل حتمية السكون منذ مدة ..

 

فبدأ بإلباسها الجورب في قدمها المثلجة مكملا التمتمات الخافتة التي ربما لا تصل للساكنة قبالته " ولكنه يكون قاتلا إذا تسرب للروح من بين الثغرات التي تفتحت بسكين الألم .. برودة الروح موت لا سبيل للتملص منه .. فلا أحد يتملص من نهايته صحيح ؟ "

 

أنهى ما يفعله يحيط قدميها بين كفيه يمسد عليهما بسهو علّه ينجح في بث بعض الحرارة إليهما قائلا باختناق ملحوظ لأذنيه " ولكن .. السؤال ذاته الذي لا أجد له إجابة .. هل تلك النهاية فعلا ؟ "

عقد حاجبيه يبتلع الغصة دون جدوى .. فشهق ساحبا نفسا عميقا قبل أن يلحظ بأن قدمي أمه لا يرحل عنهما البرد مهما حاول ..

 

ارتعشت شفتاه وهو يبعد كفيه عنها ببطء ناظرا لأمه التي غفت هامسا بصوت ضعيف متخاذل " يداي باردتان جدا .. ربما أصبحت أنا السبب في عدم تدفئتك "

قام بتغطية ساقيها جيدا ثم اعتدل جالسا يطالع الأرض محني الظهر حتى فرد كفيه أمامه ينظر لهما مضيفا بحسرة " لقد رحلت عنهما الحرارة يا أمي .. آسف لكِ "

 

نهض عندما حوصِر بقسوة الصمت فتحرك صوب الباب يخرج مغادرا تاركا للممرضة دورها في الاعتناء بأمه .. سار في الشوارع الشبه فارغة هائما يرفع بصره للسماء المظلمة فيزيد تضييق القبضة الوهمية حول رقبته أمام قتامتها في مشقة صعبة ..

 

ودونا عنه وبغير شعور كان من بين تعكر مقلتيه بغيوم الغضب والنفور والحقد .. يخرج شعاع من عتاب مكسور بالتخلي .. فيغمض عينيه منكسا رأسه دون كلمات لا طائل منها ..

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن