الفجر الرابع

6.5K 202 25
                                    

الذكاء ليس في تلافي الصفعة .. بل في ردها أعنف بمنتهى المكر !

 

" ماذا يحدث هنا .. "

قاطعهما صوت مذهول من الخلف .. ليلتفت أمير بحدة ناظرا لتلك التي ترمقه شذرا من عند الباب الذي فُتح فجأة بقوة جعلته يرتطم بالحائط مصدرا ضوضاء عالية بينما يكمل الصوت وهو يتقدم خطوات منهما هاتفا بحدة الصقيع " ارفع يديك عن ابنة خالتي أيها الهمجي .. حالا "

لينهض أمير ببطء يواجهها بطوله الفارع وهي تشمخ بذقنها ناظرة له بنفور وتقزز .. لم يكن ينقصه الآن إلا .. وصول مياسة !

 

دخلت الغرفة أكثر واقفة أمامه دون أن تزيح عينيها عن عينيه في مجابهة لا تهابها فابتسم ساخرا بقسوة يقول " مياسة ! .. ما هذه المفاجأة الغير متوقعة .. " صمت قليلا ثم أشار للباب بعينيه قبل أن يكمل بهمس حاد " ولكن ألم يعلمك والدك المرحوم أن تستأذني قبل الدخول لغرفة أحدهم "

لمعت عيناها بشراسة دون أن تهتز ملامحها أو تفقد ذرة من هدوئها وهي تجيبه فورا " علمني .. لكن الأبناء لا ينفذون دائما وصايا الآباء .. أنت أكثر من يُدرك ذلك ! "

 

فقد سخريته واحتدت خطوط وجهه وهو يلحظ رميها الكلام عليه .. لكنها لم تنتظر فرصة رده ولم تبالي به وهي تنادي على منى تأمرها بحزم " اجمعي كل متعلقات ليل فورا .. لقد أذن الطبيب بخروجها وسآخذها معي "

 

سارعت الخادمة بتلبية الأمر بلهفة وكأنها لم تكد تصدق مما أشعل فتيل جنونه ليخرج عن ذهوله يجهر بصوت جعل منى تتسمر مكانها بوجل " ماذا تعتقدين نفسك بفاعلة "

عادت مياسة بنظراتها له قائلة بهدوء مختصر " آخذ ابنة خالتي "

" إلى أين " سألها بنبرة خطرة وهو يقترب منها أكثر فلم تكترث وهي ترد ببساطة " إلى شقتي الخاصة بي هنا " صمتت متكتفة وهي تميل برأسها قليلا وعسليتاها تتحديان زرقاويه بشجاعة يمقتها فيها بينما تتساءل " أم .. تريد أن تعود بها لفيلا .. المنصوري " قالت الكلمة الأخيرة بقرف كمن تبصق الأحرف من فمها لكنه لم يهتم بإهانة المنصوري الآن وهو يهمس بتسلط مشيرا بسبابته لصدره " بل ستأتي معي .. لبيت زوجها "

اتسعت عيناها مفتعلة دهشة تكرر " زوجها ! "

ثم مالت شفتاها ببسمة حادة " هل نسيت يا فارسي أم الصدمة جعلتك تترنح .. لقد تطلقتما ثلاثة .. أفق !! "

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن