الفجر السابع

7.4K 221 56
                                    

ياريت متنسوش الفوت 💖

" أين ليل " سألت مياسة بنبرتها الباردة الشهيرة بها للمدعوة بـ خالتها .. لقد وصلت لتوها فيلا المنصوري وذلك بعد أن اتصلت بها منى سرا تخبرها بما حدث بين نادر وليل صباحا وضربه لها .. وعلى عجل كانت ترتدي ملابسها خارجة من البيت بخطوات غاضبة .. ألا نهاية لقهر هذه البنت في بيت الحقارة هذا !!

 

التفتت هوليا ببطء ذاهل ترمقها بغير تصديق من مدى وقاحتها ثم هبت من جلستها المسترخية تُلقي بمجلة كانت تتابع فيها آخر صيحات الموضة مرتشفة كوب عصير ينعشها بعد صباح عصيب فتصرخ بابنة أختها " هل تحسبين نفسك بالشارع " ثم تحركت واقفة قبالتها متكتفة مكملة بخفوت مشتد مغلول " لمَ أنتِ هنا .. تأتين وتذهبين على راحتك وكأنه بيت أورثه لكِ تاج ! .. كل شيء حدث بسببك .. لا مصيبة أصابتنا إلا بسببك .. أنتِ من تملئين رأسها بكل أفعال الطيش بسبب غيظك وقهرك وحسدك مما امتلكته وأنتِ لا "

اتسعت عينا مياسة بصدمة لوهلة قبل أن تفلت منها ضحكة قصيرة لم تستطع كتمها وهي تجيب " هكذا ترين الأمر إذن .. غيرة وحسد فحاولت أن أخرب حياتها "

قاطعتها هوليا بغضب ملوحة " بل أنتِ فعلا خربتِها يا مياسة .. حقودة كأمك " رفعت سبابتها في وجهها تردف بغيظ " أنتِ مثلها .. أمك كانت تغار مني أيضا وفعلت معي مرارا مثلما فعلتِ مع ليل .. خاصة بعد أن .. "

" توقفي " هتفت مياسة بصرامة أجفلت الأخرى من قوتها خاصة مع عينيها اللتين ورثتهما من أبيها والشبيهتين بعيني نمرة شرسة على وشك الانقضاض عليها دون مراعاة للقرابة ثم أكملت بنبرة خفيضة محذرة " لا تأتي بسيرة أمي يا هوليا .. حتى لا تخسرين المتبقي من احترامي لكِ بحكم صلة الرحم .. إلا أمي "

أمسكت هوليا بذراعها وهي تصيح فيها " اخرسي قليلة أدب .. لا أريد تلك القرابة بيننا .. منذ زمن قطعتها وأنتِ وأمك تتشبثان بي وبعائلتي كعلقتين .. تسعيان دائما للدمار والخراب .. كفى .. اخرجا من حياة عائلتي "

نزعت مياسة ذراعها منها بقسوة وردت ببرود صقيعي وأنف مرفوع تمنى الجميع كسره " بكِ لا نكترث .. ولكن بليل .. فلا تحاولي .. لن تنجحي كما لم تفعلي طيلة سنوات .. ليل هي قريبتي ووصية جدتي رحمها الله لأمي " وبتجاهل تام تحركت تبتعد عنها تسير بخطوات واثقة متوجهة لجناح ليل تضيف " والآن بعد إذنك .. فقريبتي اتصلت بي وهي تبكي وأحتاج للاطمئنان عليها "

وصعدت بهدوء تختفي هناك تاركة خالتها تلهث غيظا وحقدا عليها وعلى أمها .. أين السبيل من التخلص منهما للأبد .. سامحك الله يا أمي أنت من وصيتِهما على ليل وكأنها يتيمة !

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن