الفجر الرابع والعشرون

5.9K 203 21
                                    

" والله لو نهضت لكِ .. فسأنفضك كما أنفض قطعة الملابس المغسولة وأنشرك من شعرك على أحبال الغسيل يا مريم "

 

صوت انتصار المجلجل الذي وصله جعل عيناه تنفرجان بصدمة لحظية قبل أن يمط شفتيه باعتياد على هذا العراك الصباحي .. لكن ما رسم ابتسامة واسعة على فمه كان رد العفريتة الصغيرة وهي تغيظها بشقاوة " هل هذا ما يسمونه حمام شمس يا أمي " ثم انفجرت في الضحك فخرج هو لها ينوي أن يُهدئ من انتصار التي قد تكون الآن فقدت آخر ذرات عقلها ..

 

لكنه ما أن خرج يعدل من شكل سترته بتعجل فوق جسده لم يتوقع ذلك الحذاء الطائر الذي بالكاد طار من فوقه وقد انحنى قليلا ليتفاداه فلم يلمسه قاصدا مريم التي جرت مقهقهة تفلت منه بخبرة عالية ..

 

تصلب سلطان بأعين متسعة فشهقت انتصار تعض على شفتيها بينما مريم عادت تركض إليه تتشبث بساقه كقرد شمبانزي تعلق بشجرة موز ..

 

دلكت انتصار جبهتها تحاول الهدوء قبل أن تنحنح هامسة " صباح الخير يا سلطان "

رفع حاجبه يرمق الحذاء المرمي بإهمال خلفه بنظرة ذات مغزى اتبعها بالرد الممتعض " صباح الأسلحة الطائرة يا انتصار "

 

وضع يديه في جيبيه ومريم لا زالت متعلقة به بينما سلمى جالسة تتناول كوب الحليب بأدب كما طلبت منها انتصار فيضيف بالقول بالخبيث الغير راضي " ما هذا النشاط منذ بداية اليوم .. ما شاء الله .. هذا تأثير النوم المبكر بالأمس طبعا "

رفعت يدها تكتم شهقة ثانية وهي تنظر للفتاتين بارتباك قبل أن ترميه بنظرة استنكارية محذرة .. فزم شفتيه كطفل حانق لتتنحنح هي مجددا تقول بسرعة " هيا .. هيا حبيبتاي لقد وصلت الحافلة .. سأرتدي وأوصلكما "

 

قاطعها بهدوء " لا  .. سأوصلهما أنا وأرحل لعملي "

نظرت له بتعجب وهي تجهز البنتين بعد أن نزعت العلقة مريم عن ساقه بالقوة تسأله " ألن تفطر أولا ؟ "

رد وهو يتحرك للباب ملوحا " لا .. سآكل في الشركة لدي عمل .. لست بذلك الجوع اليوم .. أتساءل لماذا "

 

عادت تتخشب مبهوتة تهتف موبخة وهي تشير للطفلتين " سلطاااااااان "

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن