أؤمن أن لا شيء في الحياة يسمى صُدفة .. هي فقط أقدار تلاقت !
مد عمر ساقيه أمامه مستندا من ورائه على الحائط وهو جالس على كرسي خشبي في الورشة مرتاحا يمط شفتيه مفكرا للحظات قبل أن يقول من بين دخان سيجارته المشتعلة " ممممممم .. إذن هذا كل شئ .. غريب ! "
رمقه فجر للحظة قبل أن يعود باهتمامه لعمله سائلا بسخرية " ما الغريب يا عبقري زمانك ؟ "
هز عمر كتفيه يرد بعينين لامعتين مكرا وشقاوة " أن تكون في واحد من أرقى أحياء البلد وفي فيلا المنصوري تحديدا .. ولا تصادف خادمات شقراوات بتنورات قصيرة "
ضحك حسن الجالس بجواره فهز فجر رأسه يأسا وهو ينهي عمله ليتحرك غاسلا يديه مجيبا " هل سأذهب لفيلا المنصوري وأراقب الخادمات الآن !! "
لوى عمر شفتيه بعدم رضا يقول بتهكم " لا طبعا .. بل تذهب لمصادفة صغيرات باكيات ! "
ابتسم فجر وهو يجلس على كرسي ثالث مقابل لهما يكرر بتوضيح " ليست صغيرة قلنا يا بني آدم .. كانت تبدو آنسة عشرينية "
أكمل عمر بإغاظة " باكية ! " ثم ابتسم ساخرا يردف " حظك دائما عالي ! .. يوم أن ترى فتاة من حي راقي تجدها .. صغيرة باكية "
تأفف فجر حانقا ليقول حسن يزيد من الإغاظة وهو يكتم ضحكاته " واسمها ليل !! "
قهقه عمر ناظرا لفجر نظرات ذات مغزى ثم قال " آه هذا الاسم الذي كان فجر يتمناه لو كان اسمه .. أفضل من فجر ! "
عاود حسن الضحك بتسلي وعمر يضيف " كان سيكسر به تعويذة الإشراق في العائلة "
هتف فجر بغضب " كفى أنت وهو .. أنا المخطئ أن أخبرتكما "
حرك عمر حاجبيه له وحسن يقول بطريقة تمثيلية كمن يؤدي تعويذة في فيلم هاري بوتر مادا يده بعصا سحرية وهمية " تعويذة .. فجر منير الرمادي "
انفجرا مجددا على حسابه ضحكا فتذمر فجر " هل ستستمران بالتنمر .. عيب عليكما وأنتما بطول الباب يا بغال "
قال عمر بسماجة " يا عم من يجد كل هذا النور ويرفضه .. حتى فواتير الكهرباء في ارتفاع مستمر "
قهقه حسن باستماع فنهض فجر يسبهما بوقاحة يقذفهما بزجاجة ماء بلاستيكية كانت بجواره ..
هدأ الضحك قليلا فسأل عمر بجدية تتناقض مع خبث عينيه موجها الكلام لفجر " أخبرني يا مجرم .. هل يوجد ما هو مثير للفضول بالفتاة "
أنت تقرأ
فجري أنت ، بقلم آلاء منير
Romanceماذا يحدث عندما تتلاقى سمو المبادئ مع دنيا الرغبات ! عندما تضعك الحياة بين اختيارين أحلاهما علقم .. عندما تُخير بين فقد من تحب أو .. فقد نفسك ! أقدم لكم عملي الثاني والأكبر .. رواية تجمع بين الشيء ونقيضه .. تحمل نكهة بيوتنا البسيطة .. وفيها من القصص...