بخطوات كادت أن تحفر الأرض غضبا لو استطاعت .. و ملامح وجه صخرية كقسوة ما يختلج بنفسه من مشاعر متعددة جميعها سلبي .. دخل الشركة قاطعا طريقه إلى وجهته المحددة ..
بذقن لا زالت غير حليقة وحدقتين تسبحان في الاحمرار تجاهل أمير الفارسي نداء السكرتيرة التي انتفضت إثر دخوله المفاجئ وحاولت إيقافه بتردد الرهبة .. فتح باب مكتب نادر المنصوري بهياج وأغلقه ورائه بحدة في وجهها .. يده ارتفعت لتفك أزرار قميصه العلوية بحركة عصبية نافذة الصبر بينما أنفاسه تتردد على أذنيه بصوت غير مستقر ..
تحرك في الغرفة بلا هوادة تحت نظرات نادر التي ترمقه دون معنى واضح وقد تخلى عن اجفال المفاجأة اللحظي ساندا فكه بإصبعيه بانتظار بارد ..
توقف أمير أخيرا يزفر ببطء محاولا تهدئة نفسه قبل أن يرفع وجهه لنادر يسأله دون مقدمات " ماذا سنفعل ؟ "
رفع نادر حاجبيه دون أن يرد مباشرة .. قبل أن يبتسم ساخرا وهو يرد دون ادعاء اللافهم " نفعل ؟ .. أي فعل ! .. لقد تطلقتما .. تقبل ذلك "
هز أمير رأسه غاضبا يهتف برفض " ماذا يعني هذا .. هل قررت التخلي عني .. هل أصبحت تقف معها الآن كأبٍ مراعٍ "
رد نادر بنفس بروده " أنا لا أقف مع أحد سوى نفسي بالمناسبة .. كل ما في الأمر أني لا أجد ما أفعله .. لقد انتهى الأمر بينكما "
صاح أمير مقاطعا بقسوة وعروقه تنتفخ بانفعاله الواضح " مستحيل ! "
لم يتكلم نادر مكتفيا بالتطلع له فاقترب أمير من مكتبه يستند عليه يكمل بتكرار من بين أسنانه بنبرة مشتدة " مستحيل يا نادر هل تسمع .. ليل لي .. للأبد هي لي مهما ابتعدت فستعود .. لقد رُبطت بي منذ اللحظة الأولى التي رأيتها .. وأنت وقعت على صك ملكيتي لها منذ أن زوجتها لي .. بل منذ أن أرسلتها للحفل الذي تقابلنا فيه كطعم زواج لم أرفضه رغم ادراكي .. وأنا وأنت نعلم "
عاد نادر وأسند فكه على إصبعيه وهو لا يتنازل عن بروده المستفز وظل صامتا للحظات قبل أن يسأل دون اكتراث بتلميحه " هل تقترح شيئا ؟ "
عقد أمير حاجبيه يناظره بسؤال لم ينطقه فأكمل نادر بتمهل " هل تقترح استخراج فتوى بالأمر مثلا بأنك كنت بحالة غضب ولم تقصد طلاقا "
ازداد انعقاد حاجبي أمير وفكه يتوتر للحظات طالت جدا حتى همس بصوت معذب متخاذل " لقد طلقتها .. بإرادتي ! "
أنت تقرأ
فجري أنت ، بقلم آلاء منير
Romanceماذا يحدث عندما تتلاقى سمو المبادئ مع دنيا الرغبات ! عندما تضعك الحياة بين اختيارين أحلاهما علقم .. عندما تُخير بين فقد من تحب أو .. فقد نفسك ! أقدم لكم عملي الثاني والأكبر .. رواية تجمع بين الشيء ونقيضه .. تحمل نكهة بيوتنا البسيطة .. وفيها من القصص...