الفجر التاسع عشر

6K 210 14
                                    

منذ ليلة عناقهما ..

شيء ما تولد بداخلها .. تشعر بقلبها كتربة خصبة ألقى فيها بذرة أثناء ضمه لها ..

فتضرب في جذور قلبها عميقا عميقا بمرور كل يوم .. لينمو فرع صغير يحمل زهرات بيضاء نقية .. لا زالت في طور تفتحها بتمهل ..

 

ابتسمت ليل برقة مع أفكارها الذائبة أثناء تململه خلال نومه بسبب إصبعها الذي امتد يداعب جفنيه المغلقين بنوم طويل يخفيان عنها فجره المشرق ..

 

عادت تميل بجسدها وهي جالسة أرضا بجوار جسده المضطجع على فرشته القاسية معاودة مداعبة جفنيه ضاحكة فتأفف عابسا وهو يستدير عنها مصدرا همهمات مستنكرة غير واعٍ لتلاعبها ..

 

لم تيأس وهي تزحف لاحقة وجهه للناحية الأخرى لكن هذه المرة بخبث طفولي كان إصبعها يلحق عنقه الواضح أمامها ..

وبالكاد لمست تفاحة آدم حتى كان يمسك بيدها فورا دون فتح عينيه هامسا بتوعد " ليل سأقتلك "

 

ضحكت بصوت عالٍ هذه المرة فابتسم بقلة حيلة وهو يرم بعينيه نافضا نومه حتى استقر بنظره عليها ..

توقفت عن الضحك وهي تركز على تحليقها في مقلتيه لتهمس بلطف " صباح الخير يا صاحب العينين الفجريتين .. أشرقت شمسنا أخيرا "

 

استقام بجذعه جالسا يقول بامتعاض جلف لا يليق بمزاجها الناعم الصباحي " هل تلاحظين لون عينيّ ؟ .. أحيانا أشعر بكِ مصابة بعمى ألوان "

 

اتسعت عيناها في غباء تسأل " لماذا ؟ "

نظر إليها موضحا كمن يكلم طفلة " لأنكِ تبالغين قليلا .. إنه مجرد لون رمادي .. لون كئيب وبارد .. طالما سمعت هذا "

 

عبست تنظر له مستهجنة قوله فتدافع بحرارة كم تم سبها " كئيب وبارد .. من قال لك هذا الغباء .. عيناك جميلتان وأنا أعشقهما "

افتر فمه عن بسمة صغيرة وهو يهمس " مبخوتتان "

رمشت عدة مرات مستفسرة " من ؟ "

كرر حركتها مرفرفا بأهدابه يوضح " عيناي اللتان تعشقينهما "

 

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن