الفجر السادس

7.4K 194 31
                                    

سقط فجر يُلقي بنفسه على أحد الكراسي بالمشفى منهكا خائر القوى وقد عجزت ساقاه عن حمله أكثر تعبا وجزعا يرجع رأسه للوراء ناظرا للسقف بصدمة لم تزل أثارها بعد ..

 

تلك اللحظات المرعبة التي عاشها وهو ينظر لجسد أمه الممدد على الأرض فاقدا كل معالم الحياة تماما بشكل كاد أن يفقده هو الآخر معالمها .. قبل أن يثب من تسمره مقتربا منها يتحسسها بارتعاش صارخا باسمها بذعر ملاحظا همود جسدها كحال الأموات .. ولوهلة اعتقدها ميتة فعلا ..

 

لكنه سرعان ما تمالك نفسه وبأيد غير مستقرة كان يقوم بإسعافات يحفظها عن ظهر قلب بعد أن استكشف في ثوان قصيرة عدم تنفسها بشكل طبيعي .. فدلك الموضع الصحيح في صدرها عدة مرات ثم هبط يمدها من أنفاسه معدلا من شكل رأسها سامحا للهواء بالدخول عله ينجح في محاولة إنقاذها ..

لا بل هو سينجح .. سينجح حتما لا مجال لفشله في إنقاذ أمه ..

بينما لم يتوقف عن الصراخ للحظة على صديقيه بالأسفل اللذين سرعان ما سمعاه يصعدان له في لحظات وهو يهتف بارتياع مستمرا في تدليك موضع قلبها حتى تعرق جبينه " الإسعاف .. مساعدة طبية فورااااااا "

ثم هبط يعطيها من أنفاسه ويرفع نفسه بعدها معاودا التدليك هامسا من بين أسنانه " أمي .. أمييييي هيا هيااا .. أرجوكِ أرجوووكِ "

وأردف صارخا في صاحبيه " الإسعاااااااااااااف "

 

كل شئ مر بسرعة بعدها .. وقد حضر المسعفون أخيرا في وقت قياسي لم يتوقف فيه عن محاولة إسعافها بنفسه لاهثا مجهدا لكن دون توقف للحظة ..

 

كادت تموت !

ربما لو تأخر لدقائق فقط .. لماتت !

هكذا فكر بصدمة تتسع وملامحه تشحب بهلع طفل أوشك على فقدان أمه التي ليس له سواها ..

أغمض فجر عينيه بألم يسند رأسه بين كفيه منتظرا خارج الغرفة التي يسعفون فيها والدته هامسا برعب " يا إلهي .. يا ربي أرجوك .. يا رب .. يا رب "

 

في بداية الرواق كان سلطان مع عمر وحسن يدخلون بخطوات متعجلة وقد لحقوا به في سيارة الأول بعد أن تحرك فجر مع الإسعاف ..

" كيف هي .. هل طمأنك أحد " سأل عمر وهو يتطلع في الغرفة بقلق فلم يرد فجر الذي لم يتوقف عن قول يا رب بنفس تعابيره الذي يحدها الخوف ..

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن