المقدمة

23.5K 311 41
                                    

رمادي ..

و رغم كآبة اللون كما يدّعون ..

كان كما خيوط فجر ينتصر بشعاع نوره الأبيض مبشرا بشمس وليدة

ليكون للَّيل .. فجرا مشرقا !

 

 

 
 


المقدمة

...................

 

" ممزق ٌ أنا .. لا جاه ولا ترف .. يُغريكِ فيَ .. فخليني لآهاتي .. لو تعصرين سنين العمر أكملها .. لسال منها نزيفٌ من جراحاتي .. لو كنت ذا ترف ما كنت رافضة حبي .. ولكن عسر الحال .. فقر الحال .. ضعف الحال مأساتي "

 

" عاااااانيت عااااااانيت لا حزني أبوح به ولست تدرين شيئا عن معانااااااااتي "

 

وصلته تلك الكلمات نازعة إياه بتعمد من شروده المهموم تخرج من صوت نشاز جعل ملامحه تعبس بقرف و دون أن يكلف نفسه عناء الالتفات حتى كان يقول بامتعاض واضح ونبرة اشمئزاز " ما هذا القرف .. بالله عليك لقد كرهتني حتى في الأغنية "

قهقهة رجولية صاخبة وصلته هذه المرة أولا اتبعها الصوت الرجولي بإغاظة متعمدة " هذا شرف لي .. بالله عليك يا فجر .. هل أنت أرمل أم مطلق أم ربما وصلت لسن اليأس حتى لم تعد تسمع سوى كل ما يجلب الاكتئاب "

 

نجح حينها بجعله يلتفت بوجهه تاركا ما كان يصلحه بسيارة أحد زبائن الورشة ويقول بغيظ بملامح عابسة وعينين عاصفتين بلونهما " عمر .. اذهب من أمامي فلست في مزاج يسمح لي بتحمل سماجتك "

عاود ذلك الـ عُمر قهقهاته مما جعل فجر يهز رأسه متأففا عائدا لعمله حتى ينهيه وهو يسمع الآخر يكمل باستفزاز وهو يجلس واضعا ساقا على الآخر بجلسة مغرورة تلقائية " حسنا لا بأس .. سأصمت .. لكن قم بتشغيل أغنية ترسل البهجة .. سأصاب باكتئاب لأتحول لفجر كئيب آخر "

لم يرد عليه فجر للحظات ثم قال ببعض الفتور وهو يعود للشرود في عمله " وما الذي لا يجلب اكتئاب في هذه الحياة .. فهل ستتوقف على أغنية مسكينة "

 

رمش عمر بعينيه ومع تلك الرمشة البسيطة تحول وجهه .. حيث تجهم تدريجيا وملامح الشقاوة تتلاشى تماما متعكرا مزاجه بتعكر مزاج صديقه .. حتى أصابعه التي كانت تعبث بالهاتف بحثا عن أغنية ما قد تجمدت هي الأخرى ..

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن