الفجر العاشر

6.2K 193 16
                                    

السقوط في الزلة نهايته تكون ارتطاما مدويا



بعد فترة


" تتزوج ؟ .. تتزوج !! "

ظلت ترددها مرة تلو الأخرى وفي كل مرة تختلف نبرتها .. بين صدمة أولا يتلوها الذهول ثم اللا تصديق يتبعه لهفة قبل أن تتكسر بتعثر التوجس والريبة !


أمسكت بيده بين يديها تكرر بانفعال أقلقه عليها " حلفتك بالله يا فجر .. هلا تتلاعب معي ككل مرة ؟ "

اقترب يجلس بجوار سريرها هامسا لها بقلق " أمي بالله عليكِ اهدئي قليلا .. لا داعي لكل هذا الانفعال "

إلا أن أمه لم تكن في حالة تسمح لها باتباع نصيحته وهي تتشبث به قائلة " يا ولدي أخبرني وكفى مراوغة .. هل تمزح أم تقول الصدق ؟ .. أنا لاأفهم شيئا "

حينها زفر وهو يرسم تماسكا .. وابتسامة لم تصل لعينيه فأسبل أهدابه عازلا برموشه السوداء الكثيفة تشتت نظراته وقال بنبرة مرح زائف " بلى .. أقول الصدق .. أنا قررت الزواج أخيرا ناهيا عزوبيتي يا أم فجر "

رفعت أمه يدها تضعها برفق على ضمادة صدرها التي لم تُنزع بعد فشحبت ملامحه جزعا يهتف " أمي هل أنتِ بخير "

لم ترد عليه فورا .. فهي رفعت يدها لمكان قلبها لتسترق السمع للزفاف الشعبي الذي يقيمه صدره المشقوق الذي يكترث بشقه هذا ..


ابتلعت ريقها تقول بحشرجة " يا إلهي هل سأراك حقا عريسا يوما ما "

رفع يده يمسك بيدها يبعدها عن صدرها قائلا " أجل .. أمي اهدئي غدا سنغادر المشفى .. وأشرح لكِ كل شيء .. كان غباءا مني أن أخبرتك الآن "

لم تهتم أمه بما قال بينما تسأل بقلق ينهشها " ولكن .. كيف ؟ .. هكذا فجأة ! .. ومن هي و متى ظهرت و .. "

قاطعها فجر يقول بسرعة بما حاكه مسبقا بداخله " إنها فتاة من أسرة فقيرة .. رأيتها أثناء فترة عملي بالورشة سابقا وهي تسكن قريبا منها .. كانت تعيش مع جدتها الوحيدة .. كنت قد أعجبت بها ولكني نزعت الأمر من رأسي فحالي لم يكن ليسمح بالتقدم لأي فتاة وتحمل تكاليف الزواج "

عقدت أمه حاجبيها بتساؤل مرتاب هامسة " وماذا تغير الآن بحالك ! "

تنحنح يجلي أفكاره ناظرا في عمق عينيها لحبك قصته بشكل تصدقه .. خاصة وهي اعتادت دائما على صدقه وتثق به من نظرة .. فغزت المرارة روحه من الكذب الذي يسقط فيه وهو من لم يعتده يوما ..

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن