الفجر العشرون

6K 221 28
                                    

" صباح الفل يا أم العريس "

صوته الرائق كما حال مزاجها الخاص قطع عليها شرودها دون أن يقطع فرحة أفكارها .. بل زادها اللقب بهجة فابتسمت براحة وهي تستدير إليه في جلستها الصباحية المألوفة بالمطبخ ترد " صباح الخير يا قلب أم العريس .. العقبى ليومك حبيبي "

 

ابتسم حسن ببشاشة وجهه وهو يقترب مقبلا رأسها برقة قبل أن يمد يده ملتقطا قطعة من الكعك يبدأ بها يومه بتعجل فتقول متعجبة " ما بك يا ولدي .. اجلس وتناول طعامك كالناس "

ربت على كتفيها يجيب " سأتناوله في المكتب "

عبست في وجهه قائلة باستهجان " أي مكتب هذا .. لم يكد العيد ينتهي "

ابتسم لها من جديد يوضح " يا حبيبتي العيد ثلاث أيام وانتهوا .. عليّ الذهاب "

 

حوقلت متذمرة فعاد يقبل رأسها ملطفا بمناغشة " سلطانك عريس وفي إجازة .. إلا لو أردتِ أن أقطعها عليه مستغيثا لا مانع لدي "

 

شهقت فورا ترفض مسرعة " إياك يا ولد "

قهقه وهو يتحرك معدلا من سترته الرسمية الأنيقة يصيح من أمام باب الشقة " طبعا .. ومن يشهد للسلطان .. وأنا ابن البطة السوداء "

غادر بعدها مغلقا الباب فضحكت ترد بينها وبين نفسها " أنت راحة قلب أمك يا حسن .. العقبى ليومك يا رب "

قالتها وتحولت بتفكيرها للأمس ..

حيث حجزت نورين من أمها لحسن دون مقدمات ..

لم تفكر في الأمر من قبل .. لكن وكأن البنت كبرت فجأة !!

 

ابتسمت أم سلطان بخفة .. نعم كبرت وأصبحت أنثى مكتملة تشرح القلب مقبلة على الزواج وسيكون محظوظا حسن بها ..

عادت تقطب وهي تفكر في احتمال آخر كان بعيدا عنها ..

الولد ليس صغيرا .. ماذا لو كانت عيناه من أخرى !

 

تنهدت وهي تجيب بينها وبين نفسها تقضم قطعة من الكعك " إن كان كذلك فقطعا لن نجبره على شيء .. وإن كان خسارة أن تذهب تلك البنت من بين يدينا "

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن