الفجر التاسع والسبعون

Start from the beginning
                                    

عم السكوت للحظات كان عمر فيها لا زال مرتخي الملامح بتبسم صغير فخور ..

 

فخر شابه الذي يسطع بعينيّ حسن وهو يراقب حبيبته الصغيرة التي تكظم غيظها وتبتلع حرقتها والتي يعلم جيدا أنها حرقة صعبة ..

 

إلا أنها طاهرة طهر سحابة بيضاء لا يهطل منها إلا أمطار نقية ..

 

رفعت عالية وجهها تكسر الصمت بقول مختنق " لا أعلم ماذا أقول ! .. ربما لو حكمتِ عليّ بتبرئة أمك يا نورين والانتقام لها مني بالإفصاح .. لكان هذا أهون من احساس الذنب المرير الذي يوقد صدري الآن يا صغيرة "

نظرت لها نورين بعناية ثم أجابت مترفعة " لم أفعلها لأجلك "

لم ترد عالية فحولت نورين بصرها للتي بينهم ساكنة متباعدة يلفها التيه .. محتضنة نفسها ومطرقة دون تجاوب مع أي قول

تحركت نورين ناحيتها ببطء .. فتنبهت مياسة أخيرا ترفع وجهها الزائغ تطالعها مهتزة التعابير بشكل لا يليق بعزها وكبريائها المعتد

 

فابتسمت نورين بحنان كأنها أمها لا أختها الصغرى وهمست بإخلاص " فعلته أولا لأجل مياسة .. لا أبقى الله فيّ عمرًا إن كنت سببًا في هذا التشتت على ملامحك يا أختي "

دمعت عينا مياسة بشدة وأحست بغصة تتثاقل في حلقها

أغمضت عينيها تتصلب بهلع مكتشفة رغبة بكاء غريب تعتمر بصدرها فلم تنطق

 

حتى شعرت بنورين وهي تحتضنها بقامتها القصيرة فتلف ذراعيها الصغيرين حول جذعها وتسند رأسها على صدرها وأضافت بحب كبير " لم يعد تاج الحكيم كي تفقديه مجددا .. لن أسمح بذلك أبدا يا أختي .. اطمئني "

أخذت مياسة ترتجف بتأثر كاد أن يدفعها للانهيار لولا سيطرة فولاذية على نفسها ردعتها عنه

فأنزلت ذراعيها المتشنجين تضم أختها وتربت عليها ولم تجد صوتها لتتحدث بشكر ..

لكن نورين لم تكن بحاجة

فهي أحست بارتعاشات أختها فشددت ذراعيها حولها بدعم للحظات قبل أن ترفع وجهها واعدة " سيمكننا التعامل .. أنا قادرة معه على إيجاد مكان مناسب يريحه ويريحنا جميعا .. سندعم بعض في ذلك .. لا تحزني يا أختي "

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرWhere stories live. Discover now