الفجر الثامن والسبعون

ابدأ من البداية
                                    

كيف وهي أبعد ما تكون عن حصرها في خانة الخصومة بمظهرها المهتز هذا ؟

إنها أقرب لمتشردة صرعتها قسوة الطرقات بغير شفقة

والناس لم ترأف بها .. وفي نهاية طريق عمرها القصير البائس جمحت نفسها الحالمة الجائعة للحب فأوقعت بها في أسوأ الأقدار دون وعي أو فهم أو حتى تخطيط

والختام كان مرضا ثقيلا فتك بصحتها الواهنة أو بما تبقى منها

وتركها حائرة منهزمة مع طفلة لم تتم العامين ..

يا إلهي .. إنها أم لطفلة تكون من صُلب زوجها هي !

أي ألم هذا !

 

شهقة عنيفة أخرجتها عن شرودها القصير ما أن تلاقت نظراتهما .. كادت فيها أحلام أن تضرب فوق وجنتها هلعا بغير تصديق

 

" س .. ست عالية " همست بأحرف متلعثمة فاشتدت تعابير عالية وقست تعود للوقع البشع .. مما جعل أحلام تنكمش وتتعرق وتزيغ في خوف بريء تلقائي

متسائلة بقلق عن سبب تلك الزيارة الغير متوقعة أو مرغوبة !

 

" كيف حالك يا أحلام " همست عالية بصوت أجوف جعل أحلام ترتجف بينما ترد " ب .. بخير "

رفعت عالية حاجبيها قائلة بتسلط " ألن تفسحي لي كي أدخل ؟ "

ارتبكت الأخرى أمامها إلا أنها لم تملك إلا الابتعاد قليلا لفتح الباب ولم تكن عالية بحاجة لدعوة شفهية

بل عبرت تتوغل بالبيت تطرق بكعبي حذائها العالي فوق الأرض مصدرة صوت دفع التوتر لقلب أحلام الصامتة بوجل

 

رشقت عالية نظراتها هنا وهناك ، حيث صور تاج التي تزين جدران البيت مع طفلته الصغيرة نورين

بل كانت هناك صورة توقفت عالية عندها أكثر .. تخص تاج مع الطفلة وبجواره تقف أحلام مبتسمة بخجل

صورة كانت أبعد ما تكون عن صور تاج الدافئة معها هي ومياسة مثلا

والتي تشع حبا وألفة ..

 

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن