الفجر الواحد والسبعون

ابدأ من البداية
                                    

 

إلى أن أعاق أملها الضئيل حاجز خشبي أشبه بحائط ضخم وقد غزته النيران فسقط بكل ثقله يكاد يضربهما معا لتحاول أن تتحاشاه ليتعثرا ساقطتين معا على الأرض

 

صرخت مياسة توجعا وقد تأذت قدمها .. ترفع وجهها مبتعدة عن مرمى اللهب باحثة عن ليل من بين الأدخنة الخانقة فوجدتها وقد فقدت وعيها كليا هذه المرة ..

شهقت مياسة وعيها يتماوج بين غياب وصحوة مجبرة عليها وإلا ستهلك مع ابنة خالتها للأبد ..

 

جاهدت لتزحف صوب ليل بمحاربة مستميتة للبقاء .. فأحاطتهما النيران من كل ناحية بينما تنتبه مذعورة لوجه ليل الذي تضرر ببعض الحروق ورأسها من قوة الارتطام ينزف ..

لهثت مياسة تحتضن ليل إليها علّها تحميها من زحف النار نحوهما بتعجل شرس مهدد

 

بينما الأخشاب تتساقط من حولهما واللهب يعلو و هي تصرخ تتمنى أن يسمعها أحد ..

حتى عاونها القدر فتنبه لها عامل كان يركض هربا في الوقت الذي ارتفع فيه صوت ينبئ بوصول سيارة رجال الإطفاء

 

انتفض الرجل إليهما فأرشدته بزيغ أن يحمل ليل على كتفه ويفر بها نحو الخارج قبل أن تموت اختناقا

 

استجاب الرجل مكافحا للخروج بسلامة مع ليل يخلف مياسة ورائه ظنا منه أنها ستلحق به ..

لتبدأ بالسعال بعنف بينما تسعى فعلا للاستقامة والهرب بترنح ..

 

حتى سقط لوح خشبي ضخم يضربها بناره وكانت أكثر عجزا من مقاومته حينها بذهنها المتأرجح

 

وعندها فقط أحست بلهب يكتسح جسدها فورا !

 

أخذت تصرخ بخبال هستيري تحاول اطفائه ولا زالت على الأرض تتمرغ تشهق وتنتفض ..

كأن جمرة من نار .. و ذابت في طبقات لحمها !

 

عندئذ أغمضت عينيها تشعر بجسدها يتقد كاملا ويزوي وكأنها النهاية

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن