شهقت شروق ملتاعة وسحبتها لحضنها فانحنت ليل يتفجر الدمع من مآقيها حارا سخيا من جديد وقد ظنته جف .. لتقول لها شروق وهي تقبل أعلى رأسها " ستعودين .. سأنتظرك يا ابنتي "
ربتت ليل عليها واعتدلت قائلة بإدراك الخسارة " لن أعود أبدا .. لن يغفر لي مطلقا يا أمي .. ولا أنا سأغفر لنفسي "
أغمضت شروق عينيها تسيل منها المزيد من التدفقات واليأس يضرب صدرها فيؤلمها على ولديها ..
رفعت ليل يديها تمسك بكفي شروق تقبلهما بقوة وهمست بتجلد رغم البكاء " لكني أعدك .. أقسم بمن رزقني بكِ رحمة .. فجر سيكون آمنا في النهاية .. حافظي عليه أنتِ بعدها "
شهقت شروق تنظر لها توصيها مكلومة " حافظي على نفسك يا ليل "
ابتسمت ليل ساخرة من العبارة التي ستُحذف من قاموسها منذ اللحظة الذي تغادر فيها باب هذه الشقة ..
لكنها ربتت على يد شروق مرة أخيرة وقالت " أستودعكِ الله .. سامحيني ولا تتوقفي عن الدعاء لي .. وداعا يا أمي .. وداعا يا طيب الجنة "
ابتعدت بعدها بحزم تغض البصر عن شروق التي أغمضت عينيها من جديد ترفع يدها لقلبها المتوجع من الفراق ..
وتراجعت لباب الشقة حاملة حقيبتها .. تلقي نظرة أخيرة في الأرجاء وتقف قليلا على صورة فجر المعلقة أمامها ..
ابتسمت هامسة " وداعا حبيبي "
ثم خرجت تحمل الحقيبة وتقطع الطرقات وحدها في الليل الساكن
ومع كل خطوة ..
كانت تخسر فيها شيئا من نقائها
لقد طُردت من الجنة لذا أهلا بحياة العهر بين الشياطين !
.................
" كفى يا ولد .. اترك ابنتي "
تسمر محله متسع العينين عقب سماع الصوت الذي لم يتوقع منه تفوهًا !
أنت تقرأ
فجري أنت ، بقلم آلاء منير
Romanceماذا يحدث عندما تتلاقى سمو المبادئ مع دنيا الرغبات ! عندما تضعك الحياة بين اختيارين أحلاهما علقم .. عندما تُخير بين فقد من تحب أو .. فقد نفسك ! أقدم لكم عملي الثاني والأكبر .. رواية تجمع بين الشيء ونقيضه .. تحمل نكهة بيوتنا البسيطة .. وفيها من القصص...
الفجر الخامس والستون
ابدأ من البداية