الفجر الثاني والستون

Start from the beginning
                                    

القبلات الحارة والعناق الذي كان يشبه آخر محاولات تشبث الغريق بالنجاة ..

الوعود .. الكثير من الوعود التي ضجت بشراسة والتي جميعها كانت صادقة من قِبله ، ظالمة قاسية من قِبلها ..

 

من تلك ؟ .. من تكون !

لا هي الضائعة المعذبة التي ظنها في أول معرفته بها ..

ولا هي الجاحدة التي طعنته بسادية دون أن ترف بعينيها ..

 

مختلفة بكل أنحائها حتى شعرها الذي أحبه يوما مبتور ..

ربما لم يكن ليتأكد منها إلا بعينيها .. لا زالا بلون أسود يغويك بالسحر حتى يبتلعك ويخفيك للأبد ضائعا بلا أرض ولا وطن ..

 

الكثير من الصور المنهمرة والمشاعر المدفونة .. جعلت يده فوق الطاولة ترتجف وتتحرك بلا هدف وكأنه يبحث عن سبيل رشد لا يجده في هذا الدجنة و الذل الذي يحياه فجأة بغير تمهيد ..

 

حتى ارتفعت يد حسن تلقائيا تضغط على كفه بدعم و احتواء ..

مما نبهه إلى أنفاسه المحسورة التي زادت من وجهه شحوبا .. عندها حجب عينيه عنها يجر نفسًا أقرب إلى شهقة غائرة

وهز رأسه كأنما يحاول الاستفاقة من كابوس حُشر فيه

 

كلها تعابير مفضوحة قرأتها ليل بوضوح .. فكانت لها سدود تنهار ليضربها طوفان عاتٍ من العار

خزي رهيب اكتنفها جعلها تنكمش وتتراجع خطوة للخلف متمنية الموت عن هذه اللحظة

ليت قلبها يتوقف الآن وينتهي الأمر بالسواد فقط ولا ترى نفوره من ظهورها !

 

أوشكت أن تتراجع خطوة أخرى بهرب حتمي ..

والدقائق تُهدر بطيئة تحت الأعين المراقبة بردود أفعال متباينة بين صدمة وسخط أو عدم فهم ..

 

حتى أنهى ثقل التجمد الشاب المدعو بـ ( جراي ) بنهوضه عن كرسيه مقتربًا من ليل لينحني ملتقطا حقيبتها ململما بداخلها من جديد ما سقط ..

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرWhere stories live. Discover now