الفجر الخامس والخمسون

ابدأ من البداية
                                    

" قلت لا " عاندت وبدأ وجهها يحمر وعيناها تبرقان فبدت مختلفة نوعا ما عما آلفه معها من لين ..

 

" آه .. نفذ صبري " زعق يبعدها ليتجاوزها إلى الباب فتأملته مصعوقة تردد " هل ستذهب لها حقا ! "

 

توقف عند باب غرفته يلتفت لها بعبوس فيرى هيئتها المخذولة !

 

كتم تأوها كظيما يشعر بالحصار .. فضرب بقبضته إطار الباب وعاد لها مطوقا وجهها بكفيه يهمس بقوة " هل تثقين بي "

قطبت ببطء تجيب بنبرة باهتة " الأمر لا يتعلق بالثقة يا سلطان "

هز رأسه مبررا " لقد استنجدت بي .. لا أملك إلا الذهاب .. إنها أم ابنتي .. ولو كانت مجرد غريبة لا تربطني بها صلة لذهبت "

رفعت كفيها تتشبث بيديه فوق وجهها تتوسله " خذني معك إذن "

 

أشار نفيا قائلا " ساعات السفر بالسيارة ستتعبك .. كما أني لا أستطيع أخذك لموقف حتى لا أعرف أبعاده .. فقط ثقي بي حبيبتي "

رمشت مع الكلمة الأخير الغير معتادة .. ولم تعرف إن كان نطق بها عفويا أم قصد بذلك إضعافها

 

لكن مع هذا لم يخفت خذلانها لتقول مصرة رغم وهن صوتها الباهت " تذهب لها وهي في وضع كهذا ! .. هل هذه هي الأصول "

تجهم وجهه يهزها قليلا بخشونة منبها " أنا سلطان الجوهري يا انتصار .. هل هذا ما تعرفينه عني "

لم ترد ولم تتوارى نظرة الخيبة فقال موضحا " سأصل لأمها و آخذها معي "

تمسكت به أكثر تقول بتخوف " ماذا لو كانت تكذب .. ماذا لو كان فخا "

قطب بتفكير لحظي أنهاه بحديث هادئ " دنيا أكثر سذاجة من أن تفكر بشيء كهذا "

 

حركت رأسها هامسة بتقلقل " ولكن .. "

قاطعها وقد عيل صبره " يكفي يا انتصار .. أنا بحاجة للتحرك الآن "

تخلت عن تشبثها به فزفر بعنف أمام وجهها قبل أن ينحني ليقبل شفتيها بسرعة .. لكنها تداركت تدير وجهها فأحس بنفسه جرحها بإصراره على موقفه

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن