" قلت لا " عاندت وبدأ وجهها يحمر وعيناها تبرقان فبدت مختلفة نوعا ما عما آلفه معها من لين ..
" آه .. نفذ صبري " زعق يبعدها ليتجاوزها إلى الباب فتأملته مصعوقة تردد " هل ستذهب لها حقا ! "
توقف عند باب غرفته يلتفت لها بعبوس فيرى هيئتها المخذولة !
كتم تأوها كظيما يشعر بالحصار .. فضرب بقبضته إطار الباب وعاد لها مطوقا وجهها بكفيه يهمس بقوة " هل تثقين بي "
قطبت ببطء تجيب بنبرة باهتة " الأمر لا يتعلق بالثقة يا سلطان "
هز رأسه مبررا " لقد استنجدت بي .. لا أملك إلا الذهاب .. إنها أم ابنتي .. ولو كانت مجرد غريبة لا تربطني بها صلة لذهبت "
رفعت كفيها تتشبث بيديه فوق وجهها تتوسله " خذني معك إذن "
أشار نفيا قائلا " ساعات السفر بالسيارة ستتعبك .. كما أني لا أستطيع أخذك لموقف حتى لا أعرف أبعاده .. فقط ثقي بي حبيبتي "
رمشت مع الكلمة الأخير الغير معتادة .. ولم تعرف إن كان نطق بها عفويا أم قصد بذلك إضعافها
لكن مع هذا لم يخفت خذلانها لتقول مصرة رغم وهن صوتها الباهت " تذهب لها وهي في وضع كهذا ! .. هل هذه هي الأصول "
تجهم وجهه يهزها قليلا بخشونة منبها " أنا سلطان الجوهري يا انتصار .. هل هذا ما تعرفينه عني "
لم ترد ولم تتوارى نظرة الخيبة فقال موضحا " سأصل لأمها و آخذها معي "
تمسكت به أكثر تقول بتخوف " ماذا لو كانت تكذب .. ماذا لو كان فخا "
قطب بتفكير لحظي أنهاه بحديث هادئ " دنيا أكثر سذاجة من أن تفكر بشيء كهذا "
حركت رأسها هامسة بتقلقل " ولكن .. "
قاطعها وقد عيل صبره " يكفي يا انتصار .. أنا بحاجة للتحرك الآن "
تخلت عن تشبثها به فزفر بعنف أمام وجهها قبل أن ينحني ليقبل شفتيها بسرعة .. لكنها تداركت تدير وجهها فأحس بنفسه جرحها بإصراره على موقفه
أنت تقرأ
فجري أنت ، بقلم آلاء منير
Romanceماذا يحدث عندما تتلاقى سمو المبادئ مع دنيا الرغبات ! عندما تضعك الحياة بين اختيارين أحلاهما علقم .. عندما تُخير بين فقد من تحب أو .. فقد نفسك ! أقدم لكم عملي الثاني والأكبر .. رواية تجمع بين الشيء ونقيضه .. تحمل نكهة بيوتنا البسيطة .. وفيها من القصص...
الفجر الخامس والخمسون
ابدأ من البداية