الفجر الرابع و الأربعون

Start from the beginning
                                    

وأكدوا له .. أحلام فعلا حامل !


حينها علم أن راحة باله انتهت تماما عند تلك النقطة

قرر التخلي .. الابتعاد عن كل هذا وحجته أنه لم يتعمد ما حصل ..

وعلى أحلام أن تتحمل تبعات تهورها ..

فليكتفي هو بلحاق عائلته الصغيرة وإعادة الحياة لطبيعتها بالقدر المستطاع ..


لكنه كان يملك قلبا لعينا لينا انتفض عليه منددا بقسوة فعلته .. اشعله بوقود الذنب محاصرا عقله الباطن بأدخنة كوابيس مريعة خنقته ..


فلم يجد نفسه إلا راضخا ساعيا حتى هنا بحثا عن إصلاح لما شارك به رغم أنفه

وكان الإصلاح بطريق واحد وهو الهدم .. هدم حياة طفل لا ذنب له ليحظى بأبوين مثلهما ..

وتحرير أحلام من عبء سيدينها لآخر العمر بين البشر

ولن يرحمها به أحد !


" هل أنت والد الجنين "

تنبه من غمرة تخبطاته العصيبة على صوت المساعدة الذي يحمل لمحة استهزاء صفعت مسامعه بقوة فرفع عينيه محتدا دون ابتداع رد وقد امتقع وجهه ..

حتى تنحنح قائلا بارتباك حاول اخفائه مديرا دفة الحوار " كيف ستمر تلك العملية "


رفعت حاجبيها ببعض السخرية المبطنة التي فطن لها قبل أن تتكلم بتهذيب مصطنع " بسيطة ولكن .. "


صمتت عن تعمد تسترعي اهتمامه أكثر فأضافت ببرود قاصدة إثارة الرعب فيه " عليها التنبه لنفسها .. هذا النوع من العمليات قد يؤدي للكثير من المضاعفات خاصة وأن الجنين ينبض .. لكن لا تقلق هي ستكون بخير .. فالطبيب لن يعرض نفسه لخطر المساءلة إن حصل لها شيء .. تعلم "


عقد تاج حاجبيه بتيه مغمغما بصدمة وقد نالت ما ابتغته من تلاعب " ما هذا الهراء .. كيف يعني .. إلى أي حد قد تقع لها المضاعفات ؟ "

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرWhere stories live. Discover now