الفجر الواحد و الأربعون

Start from the beginning
                                    

حتى التفتت لها بوجهها تهمس بمنتهى التحكم عائدة للنقطة الأهم " ماذا فعلتِ حينها ؟ .. عندما صفعتك "

احتارت نورين من رد فعلها الشديد الهدوء .. فتعود وتتذكر رد فعل عمر الذي اشتعل وانفجر دون سيطرة ولو بذرة تعقل ..


تنهدت نورين بعمق وتكتفت تقول مجعدة الجبين من أسى الذكرى " لم أفعل شيئا "

زمت مياسة شفتيها وصمتت دون رد مدركة الآن أن رد الفعل لن يكون من نورين ..

وإنما منه هو ..


" عمر فعل " أكملتها نورين فسكنت مياسة بإدراك دون دهشة ..

بالطبع عمر من فعل !

لو لم يفعل لماتت رجولته وإخوته التي يتشدق بها توًا في عينيها

لكن ماذا قد يكون فعل مخبول مثله ؟

صرخ .. فقد عقله

وهل لديه عقل ؟

ربما أحرق البيوت والشوارع ووقف بمنتصف الشارع يسب ويلعن كل من تعدى على حرمة داره وجرح أخته بمنتهى الوقاحة و .. الشجاعة


رفعت نورين وجهها لمياسة تجاري طولها وأكملت ببعض الشحوب " كدت أخسره للأبد عندئذٍ .. لقد .. لقد رد الصفعة عشرات في ابنها شريف .. وكاد أن يغرز في صدره سكينا كان سينهيه هو قبله ويقضي على مستقبله "

صمتت نورين تزفر عدة مرات بارتعاش تبعد عنها ألم تلك الصور الصعبة ..

بينما مياسة سكتت لفترة مطت شفتيها بعدها تقول رافعة حاجبيها بتقدير " رغم اختلافي كليا بردود أفعالي عنه .. لكني حقا أعجبت برد فعله ! "

استنكرت نورين هاتفة " أعجبتِ برد فعل كاد أن يجعلني أخسره ؟ "

ابتسمت مياسة قائلة بمهادنة " لكنك لم تخسريه الحمد لله .. لذا يحق لكِ الفخر الآن "

عقدت نورين حاجبيها بعدم رضا رغم فخرها الداخلي بالفعل .. لكن لا أحد سيصل لمرحلة الفزع التي عاشتها وهي متشبثة بساق عمر تتوسله ألا يقتل الآخر ..

كان فقط سترا من الله بهما


فجري أنت ، بقلم آلاء منيرWhere stories live. Discover now